عاشت الكرة القطرية عامًا استثنائيًّا بكل ما تعنيه الكلمة، بفضل الإنجازات التي تحققت على المستويات القارية والعالمية، وفي العديد من المنافسات.
كان العام 2024 مميزًا للغاية لكرة القدم القطرية بشكل عام، حيث برهنت قطر مرة أخرى على قدرتها الفائقة في استضافة الأحداث الكبرى، من خلال النسخة الأفضل في تاريخ كأس أمم آسيا، نجاح تنظيمي رفع السقف عاليًا بالنسبة لمن سيستضيف هذا الحدث في المستقبل، ولم يكن هناك ما هو أجمل من تزامن هذا النجاح التنظيمي بنجاح رياضي فاق كل التوقعات
الحفاظ على اللقب الآسيوي
الكرة القطرية التي أدهشت الكثيرين من خلال فوز "العنابي" بلقب كأس آسيا عام 2019 على حساب عملاق القارة الآسيوية (اليابان)، عاد ليدافع عن لقبه بنجاح، في البطولة التي تصدى لاستضافتها بعد اعتذار الصين، وذلك في مطلع العام 2024.
أوقعت القرعة المنتخب القطري في المجموعة الأولى، إلى جانب كل من الصين ولبنان وطاجكستان، وبمؤازرة جماهيره الغفيرة تمكن من تحقيق العلامة الكاملة وبشباك نظيفة (للمرة الثانية على التوالي في تاريخ مشاركاته الآسيوية).
البداية كانت بثلاثية في مرمى لبنان، أتبعها بانتصارين على كل من طاجكستان والصين بهدف من دون رد، علمًا أنه كان قد ضمن صدارة المجموعة قبل الجولة الأخيرة.
وفي دور الـ16 واصلت الكرة القطرية ومنتخبها التألق، بعدما تغلب "العنابي" على منتخب فلسطين بهدفين لهدف، قبل أن يحتاج إلى ركلات الترجيح من أجل تجاوز منتخب أوزبكستان العنيد في ربع النهائي، بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل بهدف لمثله.
الاختبار الأصعب كان أمام منتخب إيران المدجج بالنجوم المحترفين في القارة الأوروبية، في الدور نصف النهائي. لكن المنتخب القطري تمكن من تحقيق الفوز 3-2 في مباراة مثيرة، وأتى ذلك قبل أن يحسم اللقب أمام أكثر من 86 ألف متفرج في استاد لوسيل المونديالي على حساب الأردن بثلاثة أهداف لهدف، ليحافظ على تاجه القاري، وليصبح أول منتخب يتمكن من المحافظة على لقبه في كأس آسيا منذ أن فعلتها اليابان في العام 2004.
سيطرت الكرة القطرية من خلال العنابي على جوائز البطولة، إذ تُوّج أكرم عفيف بجائزة الهداف برصيد 8 أهداف، والذي فاز أيضًا بجائزة أفضل لاعب في البطولة، فيما توج مشعل برشم بجائزة أفضل حارس مرمى، والمنتخب القطري بجائزة اللعب النظيف.
نجم الكرة القطرية يتربّع على عرش آسيا
من جانبه، نجح أكرم عفيف في أن يكون الأبرز على ساحة الكرة القطرية، بعد أن تُوّج كأفضل لاعب في قارة آسيا للمرة الثانية، وذلك للمرة الثانية بعد العام 2019، بفضل تألقه الكبير في كأس آسيا، والتي توّج فيها هدافًا للبطولة برصيد ثمانية أهداف، من بينها (هاتريك) في المباراة النهائية، وهو الإنجاز الذي جعله يصبح ثالث لاعب في التاريخ يحرز ثلاثة أهداف في مباراة نهائية، بعد كل من الإنجليزي جيف هيرست في نهائي مونديال 1966 والفرنسي كيليان مبابي في نهائي مونديال 2022.
عفيف الذي بات ثاني لاعب قطري يتوّج بجائزة الحذاء الذهبي بعد المعز علي (2019)، بات ثالث لاعب قطري يفوز بجائزة (الأفضل في القارة الصفراء)، بعد كل من خلفان إبراهيم (2006) وعبد الكريم حسن (2018)، وثالث لاعب عبر تاريخ الجائزة ينجح في الظفر بها مرتين بعد الياباني هيديتوشي ناكاتا (1997 و1998)، والأوزبكي سيرفر دجيباروف (2008 و2011).
الحلم المونديالي ما زال قائمًا
نجح العنابي في بلوغ الدور الثالث من تصفيات مونديال 2026، بعد تصدره لمجموعته التي ضمت إلى جانبه كلاً من الكويت والهند وأفغانستان، بعد أن حقق خمسة انتصارات وتعادل وحيد.
المنتخب القطري وبالرغم من إخفاقه مؤخرًا في تجاوز دور المجموعات من مسابقة كأس الخليج التي أقيمت في الكويت، فإن الكرة القطرية تأمل في المشاركة للمرة الثانية في تاريخها بنهائيات كأس العالم، وللمرة الأولى من خلال التصفيات التأهيلية.
ويبدو منتخب قطر في موقف جيد في تصفيات الدور الثالث، حيث يحتل المركز الرابع برصيد سبع نقاط قبل أربع جولات من النهاية، علمًا أنه سيستقبل في ميدانه كلاً من كوريا الشمالية وإيران، فيما يحل ضيفًا على قيرغيزستان وأوزبكستان، وبينما يحدو الجماهير القطرية الأمل في أن ينجح العنابي في انتزاع إحدى بطاقتي التأهل عن المجموعة الأولى، فإن الفرصة ما تزال سانحة من خلال الدور الرابع للتصفيات.
مشاركة طموحة في دوري أبطال آسيا
على مستوى الأندية تمثلت الكرة القطرية بثلاثة أندية في النسخة الجديدة من بطولة دوري أبطال آسيا للنخبة (وهي بطولة المستوى الأول في القارة الصفراء).. وقبل جولتين من نهاية مرحلة الدوري، نجح فريق السد في ضمان تأهله إلى دور الـ16، في حين يحتل فريق الريان المركز السابع برصيد خمس نقاط، علمًا أنه سيجل ضيفًا على العين الإماراتي، قبل أن يستضيف الاستقلال الإيراني في مباراة حاسمة.
ويحتفظ فريق الغرافة بأمله في الصعود أيضًا إلى دور الـ16، لكنه سيكون بحاجة إلى تحقيق نتائج إيجابية في مباراتيه الأخيرتين أمام باختاكور الأوزبكي، ومن ثم أمام الأهلي السعودي.
السد بطلًا للدوري للمرة الـ17
محليًّا استعاد فريق السد بريقه في الكرة القطرية، من خلال تتويجه بلقب بطولة دوري نجوم قطر بعد موسم تنافسي مثير لم يحسم إلا في الأمتار الأخيرة، بفارق نقطتين عن الريان، ليحقق لقبه السابع عشر في البطولة والثالث في آخر أربعة مواسم.. وساهم الهداف أكرم عفيف بشكل كبير في تحقيق الفوز بالبطولة، بعد أن توج هدافًا برصيد 26 هدفًا.
وأكمل السد هيمنته على أجواء المنافسة الكروية في بلاده، بفوزه بكأس الأمير على حساب منافسه نادي قطر.