حجز باتشوكا المكسيكي موعدًا حاسمًا مع الأهلي المصري في نصف نهائي كأس الإنتركونتيننتال 2024 بعد فوزه على بوتافوغو البرازيلي 3-0 في ديربي الأمريكيتين.
ووصل الأهلي لهذا الدور بعد فوز ساحق 3-0 على العين الإماراتي في كأس أفريقيا وآسيا والمحيط الهادئ في أكتوبر، وسيلتقي مع باتشوكا على ملعب 974 في الدوحة، والفائز منهما سيلتقي بريال مدريد في نهائي البطولة.
الأهلي وباتشوكا سبق والتقيا في بطولة كأس العالم للأندية 2008، حينها انتصر الفريق المكسيكي بأربعة أهداف مقابل هدفين، رغم تقدم رفاق محمد أبو تريكة بثنائية في البداية.
نصر خادع لباتشوكا
بعد رحلة شافة استغرقت ما يقرب من 20 ساعة من ريو دي جانيرو إلى الدوحة واللعب بعد أقل من ثلاثة أيام من الفوز بلقب الدوري البرازيلي، أراح مدرب بوتافوغو أرتور خورخي العديد من لاعبيه الأساسيين من البداية وكان فريقه المنهك ظلًا للفريق الرائع الذي اعتلى عرش الكرة اللاتينية هذا العام.
المباراة كانت الخامسة في بلد ثالث مختلف في غضون ما يزيد قليلاً عن أسبوعين، ليجري خورخي خمسة تغييرات على الفريق الذي تغلب على أتليتكو مينيرو 3-1 في نهائي كأس ليبرتادوريس في بوينس آيرس قبل 10 أيام.
هذا الإرهاق "القاتل" أدى إلى أداء باهت جعل الفريق البرازيلي يكافح لتحويل سيطرته على الكرة إلى أهداف، أمام باتشوكا "المستريح" والذي كان في أوج جاهزية بدنية، كونه لم يلعب أي مباراة تنافسية لمدة 31 يومًا قبل مواجهة الأمس.
هذا ما أوضحه مدرب الفريق أرتور خورخي حين قال عقب المباراة: "الدخول إلى الملعب بعد 24 ساعة من الوصول إلى بلد جديد بعد رحلة طويلة، فارق التوقيت بالإضافة إلى جدول المباريات أمر محبط ولكنه شيء لا يمكننا السيطرة عليه كفريق. لم نلعب بشكل جيد وهذا أمر يصعب تقبله".
وأضاف: "لن أحاول إيجاد أعذار لما لم نتمكن من القيام به. كان باتشوكا أفضل منا، وكانوا أكثر فعالية، واستغلوا الفرص التي سنحت لهم في الشوط الثاني. لكن الحقيقة هي أنه بسبب الموقف الذي كنا نواجهه، لم نتمكن من إشراك الفريق الذي نود أن نلعب به".
مستوى باتشوكا خادع
عندما تسمع أن بطل كوبار ليبرتادوريس بطل البرازيل يواجه الفريق صاحب المركز الـ16 في الدوري المكسيكي، فبكل تأكيد التوقعات ستذهب إلى بوتافوغو، لكن فوز باتشيكو 3-0 يُمثل نصف القصة فقط، فلم يكن لدى بوتافوغو وقت كافٍ للاستعداد لهذه المباراة.
سيطر بوتافوغو على الكرة طوال المباراة لكنه أهدر الكثير من الفرص وانتهى الأمر بمعاقبته عندما راوغ أسامة إدريسي ببراعة ثلاثة لاعبين في طريقه إلى منطقة الجزاء قبل أن يسدد من مسافة قريبة في الدقيقة 50 مفتتحًا النتيجة. وفي الهدفين الثاني والثالث خسر لاعبو بوتافوغو الكرة وارتدت عليهم بهدفين.
افتقد الفريق البرازيلي الأداء القوي من لويز هنريكي، حيث لم يتمكن الجناح من صناعة الخطورة في منطقة باتشوكا، وافتقر إلى الفرص على عكس ما ظهر في كل من البطولتين البرازيلية والليبرتادوريس، حيث كان مفتاح اللقبين.
لكن هذا الفوز خادع أيضًا ولا يعكس فارق المستوى، فباتشوكا فريق يعاني من سوء نتائج بشكل واضح.
قبل هذه المباراة خسر باتشوكا 10 من آخر 15 مباراة، وفاز في مباراتين فقط، ولم يتمكن من الحفاظ على نظافة شباكه في تلك المباريات، وكما ذكرنا فهو يحتل المركز الـ16 على مستوى الدوري.
الفريق المكسيكي يُعاني من ضعف دفاعي واضح يسبب له الكثير من الأزمات، حتى في الصورة أعلاه أمام بوتافوغو، ورغم إرهاق اللاعبين البرازيلين، لكنهم كانوا قادرين دومًا على خلق تفوق عددي كما تظهر في الصورة بموقف 3 لاعبين ضد 4.
الأهلي لديه امتياز كبير في الهجمات المرتدة والتحولات التي يلجأ لها كولر في المباريات الكبيرة، وهنا يكمن الفارق في أن بوتافوغو "وهو مرهق" وصل بمرتدات، فكيف سيكون الحال مع الأهلي "النشط بدنيًا"؟! بالتأكيد سيعاني باتشوكا أكثر.
لكن باتشوكا، بطل المكسيك سبع مرات وبطل الكونكاكاف ست مرات، أظهر إدارة ممتازة فقط في كيفية استغلال الفرص التي سنحت له.
رغم امتلاك الفريق المكسيكي للاعبين مميزين مثل الجناح المغربي أسامة إدريسي والهداف المخضرم صاحب الـ35 عامًا سالومون روندون اللذين سجلا في مباراة البطل البرازيلي، لكن قوته تكمن في جماعيته أكثر.
أمام بوتافوغو صنع باتشوكا 10 فرص موزعة على 5 لاعبين بالتساوي، حيث خلق كل لاعب فرصتين وهم الرباعي خلف رأس الحربة آلان باوتيستا، أسامة إدريسي، آرتورو غونزاليس، بيدرو بيدرازا والظهير الأيمن لويز رودريغيز.
حتى إن الهجمات كانت متساوية بين الجناحين وعمق الملعب، مع تركيز أكثر قليلاً على جبهة أسامة إدريسي في اليسار بنسبة هجمات (38%) ومقابل 30% من العمق، و32% من الجبهة اليمنى.
لكن من الواضح من خريطة صناعة الفرص أن الفريق يعتمد على جعل الجناحين يلعبون للداخل، فكل الفرص جاءت من داخل الملعب أولاً، كما سجل إدريسي الهدف الأول، والاعتماد على العرضيات للخلف.
ماذا قالوا قبل مباراة الأهلي؟
لاعب باتشوكا نيلسون ديوسا صاحب الهدف الثاني قال قبل مواجهة الأهلي: "من خلال القليل الذي رأيته، نعتقد أنهم فريق قوي أيضا، لقد كانوا أبطال مصر مرات عديدة. سنعمل على أن نكون قادرين على مواجهتهم بأفضل طريقة ممكنة والفوز عليهم، وهذا ما سعينا إلى تحقيقه".
أما غييريمو ألمادا المدير الفني لنادي باتشوكا المكسيكي فقال عندما سُئل عن المواجهة المحتملة مع ريال مدريد "خطوة بخطوة!".