وافق المدير الفني البرتغالي كارلوس كيروش على تدريب منتخب تونس بعد محادثات بدأت معه منذ فترة من قِبل لجنة التسوية المشرفة على إدارة شؤون الاتحاد التونسي لكرة القدم بقيادة كمال إيدير، والتي ينتهي عملها بنهاية شهر يناير/ كانون الثاني الجاري.
وتعول لجنة التسوية على وزارة الشباب والرياضة التونسية لتمويل صفقة التعاقد مع كيروش، الذي طلب راتبًا سنويًا قدره 1.5 مليون يورو من أجل قبول مهمة الإشراف على تدريب منتخب "نسور قرطاج"، ليكون المدرب الأغلى في تاريخ الكرة التونسية إن تمت الصفقة.
وأكدت مصادر مُقربة من الاتحاد التونسي لكرة القدم أنه بالرغم من موافقة كيروش على تولي المهمة، فإن الصفقة تواجه عدة عراقيل؛ حيث تطالب بعض القوائم التي تنوي الترشح لخوض غمار انتخابات الكرة التونسية بتأجيل النظر في ملف اختيار المدرب الجديد إلى ما بعد موعد الانتخابات المقررة يوم 25 يناير الجاري.
وأضافت المصادر ذاتها أن القيمة المالية لعقد كارلوس كيروش قد تتلقى رفضًا من وزارة الرياضة التي تعتبرها مرتفعة رغم موافقتها السابقة ووعدها لكمال إيدير بتحمل جزء كبير من رواتب الجهاز الفني المرتقب لمنتخب تونس، الذي يستعد لاستئناف مشواره في تصفيات كأس العالم 2026 في شهر مارس/ آذار المقبل.
ومن جهة أخرى، تسعى لجنة التسوية بكل الطرق إلى حسم هوية المدرب الجديد في أقرب وقت ممكن دون الانتظار للانتخابات، مستندة في ذلك إلى قرب خوض تصفيات المونديال وبداية التحضير للمواعيد القادمة حيث يخوض منتخب تونس في عام 2025 عدة استحقاقات دولية مهمة، منها كأس العرب في قطر وكأس أفريقيا بالمغرب.
مسيرة كارلوس كيروش
كيروش، صاحب الـ71 عامًا، وُلِد في موزمبيق التي كانت تحت الاحتلال البرتغالي من أسرة برتغالية، ولعب في فريق موزمبيقي هو "فيرفياريو" كحارس مرمى في الفترة بين 1968 إلى 1974.
عاد كيروش مع أسرته إلى البرتغال بعد استقلال موزمبيق، واستكمل دراسته في لشبونة، وترك لعب كرة القدم قبل أن يعود لهوايته المفضلة ولكن من بوابة التدريب.
بدأ كيروش مشواره التدريبي عام 1988 بتولي قيادة منتخب الناشئين البرتغالي تحت 17 عامًا، وتوج معه بلقب بطولة أوروبا، واكتشف موهبة الأسطورة لويس فيغو، أحد أفراد الجيل الذي حقق المركز الثالث في بطولة العالم تحت قيادة كيروش.
انتقل كيروش لقيادة منتخب البرتغال للشباب ليحقق معه بطولة العالم عام 1991، وارتقى سريعًا لقيادة منتخب البرتغال في عام 1991 واستمر حتى عام 1993؛ حيث قاد "برازيل أوروبا" في 19 مباراة تلقى خلالها 4 هزائم فقط، لكنه فشل في قيادة البرتغال إلى مونديال 1994.
يُعد كيروش من مدربي الصفوة في تدريب المنتخبات، حيث سبق له تدريب منتخبات البرتغال والإمارات والسعودية وإيران ومصر.
كانت التجربة الأبرز والأكثر شهرة لكيروش في مسيرته عندما أصبح مساعدًا للسير أليكس فيرغسون، المدرب التاريخي لمانشستر يونايتد، حيث استمر معه في تلك المهمة من 2002 إلى 2003، قبل أن ينتقل لمرحلة تدريبية جديدة لقيادة ريال مدريد الإسباني عام 2003، الذي توج معه بلقب وحيد هو السوبر الإسباني، ليرحل سريعًا عن قيادة "الميرينغي" بعد موسم وحيد.
بعد تلك التجربة، عاد كيروش لمساعدة فيرغسون مرة أخرى في قيادة مانشستر يونايتد، واستمر معه من 2004 إلى 2008، وهو العام الذي عاد فيه لقيادة المنتخب البرتغالي الأول.
إحدى أهم تجارب كارلوس كيروش التدريبية كانت عندما تولى قيادة المنتخب الإيراني في الفترة من أبريل/ نيسان 2011 إلى يناير 2019، حيث قاد الفريق للتأهل لمونديالي 2014 في البرازيل و2018 في روسيا، ثم عاد لتدريب منتخب إيران مرة أخرى في مونديال قطر 2022، لكنه خرج من دور المجموعات بعد الفوز في مباراة والخسارة في اثنتين.
كما خاض كيروش تجربة تدريبية مع المنتخب المصري في التصفيات المؤهلة لمونديال قطر، إلا أنه خسر في المباراة الفاصلة مع منتخب السنغال بركلات الترجيح، كما خسر المباراة النهائية في كأس أمم أفريقيا أيضًا أمام منتخب السنغال بركلات الترجيح، وأشرف كيروش على تدريب منتخب قطر خلال فترة قصيرة عام 2023.
وشهدت مسيرة كارلوس كيروش تدريب بعض الأندية، منها سبورتينغ لشبونة البرتغالي، الذي فاز معه بلقبي كأس البرتغال وكأس السوبر البرتغالي.