أحداث مفصلية تضع العالم على أعتاب تغييرات جذرية خلال سنة 2025 - غاية التعليمية
غاية التعليمية يكتُب.. قدم أحمد مستاد، صحافي مغربي مقيم بفرنسا، لمحة عن أبرز الأحداث التي شكلت ملامح سنة 2024، مستعرضا التحولات العميقة التي شهدتها الساحة السياسية والبيئية والرياضية والفنية، مسلطا الضوء على تطورات متسارعة مثل فوز دونالد ترامب بالانتخابات الأمريكية بعد نجاته من محاولتي اغتيال، وسقوط نظام بشار الأسد في سوريا، بالإضافة إلى الأزمات البيئية التي أعادت تنبيه العالم إلى خطر التغير المناخي.
اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.
كما استعرض مستاد ضمن مقال معنون بـ” 2024.. لماذا غيرت هذه السنة وجه العالم؟” تأثير الذكاء الاصطناعي في مجالات عدة، من الأمن إلى الاقتصاد، مشيرا إلى تأثيراته على الحياة اليومية، متطلعا إلى التحديات المستقبلية التي قد تطرأ في العام الجديد.
نص المقال:
لعامِ 2024 بعضُ ملامح 2020، كلاهما يبدو مفصليًا ويحمل أحداثًا فارقة؛ كيف لا، ودونالد ترامب نجا من محاولتي اغتيال، وفاز بالانتخابات، ونظام بشار الأسد سقط، وحماس فقدت “سنوارها” وقادتها، وعاشت الأرض أسخن سنة في التاريخ، حسب برنامج “كوبرنيكوس” الأوروبي بشأن تغير المناخ.
استراحة صيفية مع بهجة الألعاب الأولمبية، وكأس الأمم الأوروبية لكرة القدم، عقبتها كوارث بيئية مثل فيضانات بلنسية، وإعصار مايوت، ذكّرت العالم بخطر التغير المناخي، الذي لم تواجهه الدول المتقدمة سوى بمساهمة محتشمة قدرها 300 مليار دولار للدول النامية، لمكافحة التغير المناخي، في مؤتمر الأطراف في باكو (COP29).
قدّم الذكاء الاصطناعي أهم أوراق اعتماده، وأكد للبشر أنه الرقم الأهم في معادلة الألفية الثالثة: صارت إيران تستعمله لكشف غير المتحجبات، والبنوك تستعين به لمنح القروض، وإسرائيل تُجوّد به وحشيتها، من خلال تقدير عدد الضحايا المدنيين عند كل ضربة، واختيار الأسلحة، حسب تحقيق لموقع “Vox”، نشره على “يوتيوب”.
في عالم كرة القدم، ظفر ريال مدريد بدوري الأبطال، بطولته الأثيرة، وفازت إسبانيا بكأس الأمم الأوروبية، وساحل العاج بكأس إفريقيا التي نظمتها. الكبيران في لعبة التنس، نادال وموراي، اعتزلا التنس، ليوقّعا على مرحلة مفصلية في هذه الرياضة. على المنوال نفسه، اعتزل أسطورة كرة اليد الفرنسي نيكولا كاراباتيتش اللعبة.
في عالم الفن، خطفت المغنية تايلور سويفت الأنظار خلال جولتها الصيفية، وأبهرت عائدتها الضخمة هواة الاقتصاد والفن معًا. المتابعات القضائية للمنتج ومغني الراب “ديدي” تمثل ارتدادًا جديدًا لزلزال “مي تو” (Metoo) الذي هزّ صناعة الترفيه الأمريكية منذ قضية هارفي واينستين.
لا يرمي هذا المقال إلى استحضار جميع أحداث السنة، بل استعراض جزء من أهمها؛ في السياسة، والبيئة، والرياضة، والفن، واستشراف بعض الأحداث المنتظرة خلال عام 2025.
الشرق الأوسط.. سنة التحولات العميقة
بعد سنة، قضاها تحت الأرض وفوقها، بداية من خان يونس، مرورًا برفح منذ فبراير، ووصولًا إلى تل السلطان، مات يحيى السنوار، بعد ثلاثة أيام أخيرة من الجوع الشديد (حسب تحقيق لجريدة “الشرق الأوسط”)، ويد مبتورة، وفيديو ختامي جعل منه بطلًا في عيون المؤمنين بفكره. رغم نفي حماس، أكدت إسرائيل أيضًا تصفية محمد الضيف، قائد كتائب عز الدين القسام.
قبل ذلك، اغتالت إسرائيل رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وقادة آخرين في التنظيمين. في نهاية السنة، أرغمت الدولة العبرية حزب الله على القبول بوقف ”إسناد غزة”، وقدمت حماس تنازلات في مفاوضات الهدنة، بعد أن كانت مصرة على وقف دائم لإطلاق النار.
فصائل المعارضة السورية، بقيادة هيئة تحرير الشام، أسقطت نظام الأسد، بعد أربع وخمسين سنة من الحكم، من الأب حافظ إلى الابن بشار. هذا الحدث يعد مفصليًا في الداخل والخارج، إذ سارعت بعض الدول الأوروبية لوقف النظر في طلبات لجوء السوريين، وتسارعت عودة اللاجئين السوريين، ويراقب العالم عن كثب خطة أحمد الشرع لسوريا، بعد عائلة الأسد.
تلقت إيران ضربة موجعة، بعد مقتل إسماعيل هنية على أرضها، واستهداف حزب الله، حليفها، من خلال أجهزة “البيجر”، واغتيال قادته في الضاحية الجنوبية لبيروت في خضم حرب قاسية ألمّت بلبنان. ردت إيران باستهداف مواقع عسكرية في إسرائيل، قبل أن ترد تل أبيب بالمثل.
أزمات سياسية وأخطار بيئية
بعد تلعثمه وتواضعه التواصلي في مناظرته مع ترامب، انسحب جو بايدن من السباق الرئاسي للولايات المتحدة، لتعوضه كامالا هاريس التي أحيت حظوظ الديمقراطيين للبقاء في البيت الأبيض. غير أن النتائج كانت مفاجئة، مع انتصار ترامب الكاسح، خصوصًا في الولايات المتأرجحة. وضع العالم يده على قلبه، بعدما كشف ترامب عن أسماء إدارته الجديدة، بسبب ما وصفه مراقبون بمواقفهم المتشددة، وقلة خبرتهم السياسية.
في القارة الأوروبية، فرنسا وألمانيا، أهم دولتين في الاتحاد الأوروبي، عاشتا أزمات سياسية كبيرة. حلّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون البرلمان في يونيو بعد هزيمة حزبه في الانتخابات الأوروبية، قبل أن يستغرق وقتًا طويلا لتعيين ميشيل بارنييه رئيسًا لحكومة لم تعش سوى ثلاثة أشهر، قبل إسقاطها بمذكرة حجب الثقة. عين ماكرون فرانسوا بايرو رئيسًا لحكومة جديدة، لتنهي فرنسا هذه السنة بثلاث حكومات.
بعد انهيار الائتلاف الحكومي، وخسارة حكومة المستشار أولاف شولتس أغلبيتها البرلمانية، دخلت ألمانيا في أزمة سياسية دفعت المستشار الألماني إلى الطلب من البرلمان التصويت على الثقة بحكومته. وكما كان يهدف شولتس، تم حجب الثقة عن حكومته في جلسة البرلمان، وسيقترح المستشار على رئيس الدولة حل البرلمان والدعوة لإجراء انتخابات جديدة مبكرة.
تُعد 2024 سنة مخيبة على مستوى جهود الدول لحماية البيئة، إذ فشل مؤتمر أطراف الاتفاقية الدولية لمكافحة التصحّر (COP16) الذي استضافته الرياض، في التوصل إلى اتفاق بشأن كيفية الاستجابة لهذه المشكلة. على المنوال نفسه، كانت النسخة 29 من المؤتمر السنوي بشأن تغير المناخ محبطة، إذ لم تلتزم الدول المتقدمة بإعطاء 1300 مليار دولار تطالب بها الدول النامية لمواجهة التغير المناخي.
الفن والرياضة.. بلسم أزمات العالم
أبهرت باريس العالم في الألعاب الأولمبية، من خلال حفل افتتاح باذخ على نهر السين، تخللته إحالات فنية، وأدبية، وسياسية، أبرزت الإرث الكبير لفرنسا. كانت الملاعب التي احتضنت المنافسات مبهرة، خصوصًا ملعب كرة القدم الشاطئية الذي يطل على برج إيفل.
الحدث شهد تألق السباح الفرنسي ليون مارشان الذي ظفر بأربع ميداليات ذهبية، وعودة نجمة الجمباز سايمون بايلز لمعانقة الذهب. كما أحرز المغرب أول ميدالية ذهبية في تاريخ العرب في كرة القدم، والجزائرية كيليا نمور أصبحت أول لاعبة جمباز أفريقية وعربية تظفر بالذهب الأولمبي.
بعد تواريها عن منصات التتويج، عادت إسبانيا بجيل جديد وشاب، يقوده الجناحان البارعان لامين يامال ونيكو ويليامز، لسحق كل منافسيها، حتى الأشرس منهم كإيطاليا وكرواتيا، قبل التتويج برابع كأس أوروبية في مشهد الختام في برلين ضد الإنجليز.
في عالم الغناء، ودعت أسطورة الغناء أديل جمهورها بالدموع في نهاية جولتها في ميونيخ بعد قرارها بالتواري عن الساحة الفنية للاستراحة. من جانبها، أحيت نجمة البوب مادونا حفلا أسطوريًا في شاطئ كوباكابانا الشهير بالبرازيل حضره أكثر من مليون شخص. أما في عالم الشاشة الصغيرة، لاقت سلسلة “مائة عام من العزلة”، المقتبسة من الرواية الشهيرة لغابرييل ماركيز، إشادة واسعة.
2025.. الأسئلة الكبيرة
الأحداث المفصلية التي شهدتها سنة 2024 تجعل من 2025، آخر سنوات الربع الأول من الألفية الثالثة، سنة مصيرية، تتوجه فيها أنظار العالم لنتائج التغيرات العميقة في الشرق الأوسط، وأول قرارات إدارة دونالد ترامب.
هل يضع دونالد ترامب حدًا لحرب أوكرانيا كما وعد بذلك؟ هل يمنح الرئيس الأمريكي القادم الضوء الأخضر لإسرائيل لاستهداف المنشآت النووية الإيرانية؟ متى تُوقع إسرائيل وحماس اتفاق وقف إطلاق النار وتنتهي حرب غزة؟ هل ينتعش الاقتصادان اللبناني والسوري، ويحظى البلدان بانتقال سياسي سلس؟ هل تتخذ الدول المتقدمة خطوات أكثر شجاعة لمواجهة التغير المناخي في مؤتمر الأطراف الذي سيُعقد في البرازيل؟ هل تخرج ألمانيا وفرنسا تدريجيا من أزمتيهما السياسية والاقتصادية؟
هل يرفع المغرب كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم التي سينظمها على أرضه؟ أي مصير لمحاكمة المغني والمنتج “ديدي”؟ هل يُدخل الذكاء الاصطناعي البشرية في منعطف آخر؟
في انتظار إجابة 2025 على هذه الأسئلة، سنة سعيدة لقارئي هذه السطور، بكثير من النجاح، والسلام، والمحبة، وقليل من الآلام، والحروب، والكوارث الطبيعية. عسى أن تعطف السنة القادمة على من يحملون في قلوبهم الزهور، ومشاعر الإخاء، والتسامح مع الآخرين.
كُنا قد تحدثنا في خبر أحداث مفصلية تضع العالم على أعتاب تغييرات جذرية خلال سنة 2025 - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.