أخبار عاجلة
تدخلات طبية تصحح سمع سجناء - غاية التعليمية -
اللاعب الواعد بوعدي يجذب أرسنال - غاية التعليمية -
"رأس السنة" يستنفر أمنيي الناظور - غاية التعليمية -

الدكتور سامح فوزي يكتب ماذا ينتظر المسيحيين فى سوريا

الدكتور سامح فوزي يكتب ماذا ينتظر المسيحيين فى سوريا
الدكتور سامح فوزي يكتب ماذا ينتظر المسيحيين فى سوريا

احتفل المسيحيين فى سوريا بعيد الميلاد هذا العام في أجواء غير مألوفة لهم. فقد زال نظام بشار الأسد الذي كان يشعرهم بالأمان، رغم أنهم كانوا يدركون في أعماقهم أن تلك الحماية كانت مشروطة بالولاء التام له. أولئك الذين فكروا في الانضمام إلى صفوف المعارضة، مثل ميشيل كيلو وجورج صبرا، دفعوا ثمنًا باهظًا مثل باقي السوريين المعارضين. ولكن، ما هو الوضع الحالي بالنسبة لهم؟

ماذا ينتظر المسيحيين فى سوريا
ماذا -ينتظر- المسيحيين- فى- سوريا

الدكتور سامح فوزي عن المسيحيين فى سوريا

توجد قنوات إعلامية عربية تدعم ما حدث في سوريا، وقد سعت لتغطية احتفالات المسيحيين السوريين بعيد الميلاد، لكنها قدمت صورة غير مكتملة عن مشاعر الفرح التي يعيشونها. نقلت إحدى هذه القنوات عن مصدر قوله إن العيد هو عيدان: سقوط بشار الأسد وعيد الميلاد. لا أعتقد أن هذه الصورة تعكس الواقع بشكل كامل، حيث تشير الأحداث والحوارات إلى واقع مختلف.

ADVERTISEMENT

مع سقوط المدن السورية واحدة تلو الأخرى بيد هيئة تحرير الشام، بدأ المسيحيين فى سوريا يشعرون بالقلق من التهديدات الوجودية التي قد تواجههم، خاصة وأن ذكريات “داعش” وأخواتها في العراق وسوريا لا تزال حاضرة في الأذهان. وقد تلقى المسيحيين فى سوريا رسالة من القادة الميدانيين في إدارة العمليات العسكرية، تدعوهم لممارسة شعائرهم كالمعتاد. ورغم أن المخاوف قد تراجعت قليلاً، إلا أنه سرعان ما تشكلت حكومة مؤقتة من لون واحد، خلت من أي تمثيل مسيحي. تلت ذلك أحداث فردية، مثل تدمير محتويات كنيسة ومقابر مسيحية، ثم حرق شجرة الميلاد بالقرب من حماة، مما أدى إلى مظاهرات من قبل المسيحيين فى سوريا ، تزامنت مع احتجاجات من تيارات مدنية ضد تصريحات عبيدة الأرناؤوط، أحد قادة إدارة العمليات العسكرية، والتي كانت سلبية بشكل عام تجاه مشاركة المرأة.

ماذا ينتظر المسيحيين فى سوريا
ماذا -ينتظر- المسيحيين- فى -سوريا

في رسالة هامة للبطريرك يوحنا العاشر، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، التي أُرسلت قبل حوالي أسبوعين، تحدث بوضوح عن أن المسيحيين السوريين هم شركاء للمسلمين في بناء مستقبل سوريا. وأكد أنه لا يمكن لأي طرف أن يقدم ضمانات أو حقوق للطرف الآخر، بل يجب أن يكون جميع السوريين مواطنين في دولة مدنية تعتمد على المواطنة وحقوق الإنسان، وتولي الوظائف العامة بناءً على الكفاءة. كما تساءل: هل سيساهم جميع السوريين في صياغة الدستور، أم سيكون التعبير عن فصيل واحد فقط؟

ماذا ينتظر المسيحيين فى سوريا
ماذا- ينتظر- المسيحيين -فى- سوريا

وضع المسيحيين فى سوريا بالدستور المستقبلي

يعتبر هذا السؤال جوهر القضية، حيث تتبع هيئة تحرير الشام نهجًا يحيل الإجابة عن جميع الأسئلة المعقدة إلى الدستور المستقبلي، دون توضيح الآلية التي سيتم من خلالها صياغته. ومن المثير للاهتمام أن أحمد الشرع كان حاسمًا في الحوار الذي أجراه مع “بي بي سي” مؤخرًا، حيث تناول موقف الهيئة من تركيا وإسرائيل. وقد برر توغل تركيا في الأراضي السورية بأنه يأتي في إطار الحفاظ على أمنها القومي، كما أشار إلى أن إسرائيل تحتل أراضٍ سورية بدافع المخاوف الأمنية. واعتبر أن سوريا في المستقبل لن تشكل تهديدًا لإسرائيل. وعلى الرغم من وضوحه وحسمه في الحديث عن إسرائيل، إلا أنه لم يتحدث بنفس القدر من الوضوح عندما سُئل عن حقوق المرأة والأقليات، حيث اكتفى بتقديم تطمينات وإحالة الأمر إلى الدستور القادم.

يبقى السؤال مطروحًا: هل يمكن لهيئة تحرير الشام، بخلفياتها الأيديولوجية الجهادية، أن تقدم نموذجًا مختلفًا من الإسلام السياسي في تعاملها مع المسيحيين فى سوريا ، يختلف عن التجارب السابقة مثل حكم الإخوان في مصر وعمر البشير في السودان، وممارسات التنظيمات الإسلامية مثل داعش تجاه المختلفين معهم دينيًا ومذهبيًا؟

مسيحيون سوريا يتوجهون للكنائس
ماذا ينتظر المسيحيين فى سوريا

طمأنة المسيحيين فى سوريا

نسمع خطابًا يتردد في الأوساط الغربية والعربية يتضمن عبارات مثل “دعونا ننتظر لنرى” و”الأهم هو الأفعال وليس الأقوال”، وهو ما يعكس ما قاله أحمد الشرع في حديثه مع “سي إن إن” قبل وصول قواته إلى دمشق. ورغم محاولات ممثلي هيئة تحرير الشام لطمأنة المسيحيين السوريين  ، تبقى المخاوف قائمة، إذ إن المسيحيين لا يبحثون عن تطمينات، بل يتطلعون إلى دولة وطنية ديمقراطية حديثة تقوم على مبدأ المواطنة. من المؤكد أن الدعم الغربي المتوقع للإدارة الجديدة قد يشجعها على حسن معاملة المسيحيين والنساء والأقليات العرقية، خاصة أن الدول الغربية تعتبر ذلك مؤشرًا على جودة الحكم. ومع ذلك، تشير التجارب السابقة إلى صعوبة تخلي التنظيمات الجهادية عن معتقداتها، حتى وإن كانت الإدارة أو الأفراد المؤثرون فيها يرغبون في ذلك من منظور براغماتي أو تكتيكي.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى لاعبو منتخب البحرين يعلقون على التأهل إلى نهائي خليجي 26