في ملاعب كرة القدم، تُسطَّر قصصٌ نادرةٌ تفيض بالإلهام، وقصة الشاب اليمني عمر جولان لاعب منتخب اليمن، هي إحدى تلك الحكايات الملهمة التي ستظل في ذاكرة الكثيرين.
النجم اليمني الذي بدأ رحلته كعامل بسيط يبيع الأسماك لإعالة أسرته، قبل أن يصبح أحد أعمدة منتخب اليمن في بطولة كأس الخليج العربي "خليجي 26"، سطر بإصراره وعمله الدؤوب صفحة جديدة في تاريخ مشاركات اليمن في البطولة.
قصة عمر منصور جولان تُعدّ مثالًا حيًا على قهر المستحيل والتغلب على التحديات، حيث انتقل من حياة يومية قاسية بين أسواق الأسماك إلى الملاعب التي شهدت تألقه، ليصبح رمزًا للشباب في السعي نحو تحقيق الطموحات؛ وفي كل تمريرة وتسديدة، يُثبت جولان أن العمل الجاد هو المفتاح الذي يفتح أبواب الارتقاء من واقع الحياة البسيط.
عمر جولان أحد أعمدة فوز اليمن التاريخي الأول في خليجي 26
سبق أن كشف الإعلامي اليمني محمد مختار مشرقي عن التفاصيل المؤثرة لقصة جولان، موضحًا أن اللاعب كان يعمل صباحًا في بيع السمك، قبل أن يرتدي حذاء الكرة ويلتحق بتدريبات نادي التلال، ورغم قسوة الظروف وشظف العيش، لم يدع جولان أي عائق يثنيه عن متابعة شغفه، بل استمد قوته من معاناته ليبرز كلاعب قادر على مقارعة نجوم كرة القدم.
ولم يكن الطريق مفروشًا بالورود لجولان؛ إذ كان عليه أن يوازن بين العمل في السوق والتدريبات اليومية المرهقة، ومع ذلك، استطاع حجز مكان له في قائمة منتخب اليمن، ليصبح رمزًا للإصرار والتحدي.
لحظة تاريخية لليمن في كأس الخليج
في المباراة ضد السعودية، خطف منتخب اليمن الأضواء بتقدمه بفارق هدفين لأول مرة في تاريخ مشاركاته بالبطولة، وعلى الرغم من أن النتيجة النهائية لم تكن في صالحه، أثار الأداء البطولي للاعبين وعلى رأسهم عمر جولان مشاعر الإعجاب لدى الجماهير.
وفي لقاء اليوم ضد البحرين، نجح المنتخب اليمني في تحقيق فوز تاريخي، هو الأول له في تاريخ البطولة، وكان لجولان دور في تحقيق هذا الانتصار التاريخي.
الأرقام تتحدث عن جولان
يعتبر عمر جولان من أبرز لاعبي منتخب اليمن في خليجي 26، حيث برز بدوره الفعّال في خط الوسط، رغم عدم تسجيله أو صناعته الأهداف؛ إذ أظهر روحًا قتالية عالية خلال مشاركته في البطولة.
في مباراة اليمن ضد العراق، لعب جولان 90 دقيقة كاملة، حيث أظهر قدرة عالية في استعادة الكرة بثماني مرات، وهو ما يعكس قدرته على الضغط الدفاعي وقطع الكرة من منافسيه.
كما أن تمريراته كانت فعّالة، حيث أكمل 21 تمريرة من أصل 28 بنسبة 75%، ما يدل على قدرته على المساهمة في بناء الهجمات. بالإضافة إلى ذلك، نجح في تنفيذ جميع تدخلاته الدفاعية، بنسبة نجاح بلغت 100%.
أما في المباراة التي جمعت منتخب اليمن مع البحرين، فقد تألق جولان مجددًا، حيث لعب 90 دقيقة كاملة وحقق أرقامًا مميزة. بلغ عدد تمريراته الصحيحة 41 من أصل 45 بنسبة نجاح 91%، وهو ما يُظهر دقته العالية في توزيع الكرة.
كما أكمل ثلاث تمريرات طويلة من أصل خمس بنسبة 60%، مما يعكس فاعليته في نقل الكرة عبر الملعب بسرعة ودقة. وبالرغم من أنه لم يسجل أهدافًا، استطاع جولان أن يكون عنصرًا حاسمًا في التحكم في مجريات المباراة.
علاوة على ذلك، أثبت جولان قدراته الدفاعية بشكل ممتاز، حيث استعاد الكرة 9 مرات في مباراة البحرين، بالإضافة إلى تمكنه من كسب ثلاثة التحامات هوائية من أصل أربع بنسبة 75%، كما نجح في تدخله الدفاعي الوحيد في اللقاء.
هذه الإحصائيات تُظهر أهمية عمر جولان في منتصف الملعب كعنصر استقرار دفاعي وهجومي على حد سواء، حيث أسهم في صناعة التاريخ مع اليمن من خلال اصطياد الفوز الأول لأسود سبأ في كأس الخليج.