جاء خروج المنتخب القطري من منافسات النسخة السادسة والعشرين من كأس الخليج العربي "خليجي 26" المقامة حاليًا في الكويت ليضاعف الضغوط على العنابي الذي يعاني أصلًا من نتائج مخيبة في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العام 2026.
صحيح أن المنافسة الخليجية سبقها الكثير من المستجدات سواء بتغيير الجهاز الفني بتولي الإسباني لويس غارسيا الإدارة الفنية بديلًا لمواطنه ماركيز لوبيز المقال من منصبة، أو على مستوى الهيكلة الجديدة للمنتخب بضم عدد لا بأس به من اللاعبين الجدد جلهم من عناصر شابة تظهر للمرة الأولى.
لكن المحصلة كانت دون الطموح، بنتائج تبدو غير مرضية للشارع الكروي القطري، الذي كان ينتظر أن يستعيد المنتخب الثقة التي اهتزت منذ انطلاقة التصفيات المونديالية.
نظام المداورة.. والخيارات الأفضل
اتبع لويس غارسيا نظام مواطنه لوبيز في مسألة كثرة التغيير في التشكيلات الأساسية، بذات المداورة التي ما انفكت تغيّب الاستقرار في التشكيل. فكانت البداية مقنعة إلى حد ما في مواجهة المنتخب الإماراتي في ظل إرهاصات الخسارة الثقيلة الأخيرة أمام نفس المنافس في تصفيات المونديال، حيث قدم المنتخب أداءً دفاعيًا جيدًا، وصورة هجومية مرضية إلى حد ما، بيد أن المدرب غيّر خمسة عناصر في المباراة الثانية التي خسرها أمام المنتخب العماني، دون أن تشفع الصحوة المتأخرة في أواخر الشوط الثاني في تجنب تلك الخسارة.
المباراة الأخيرة أمام المنتخب الكويتي كانت الأفضل على مستوى الأداء، خصوصًا في الشوط الثاني الذي شهد إشراك لاعبين كان من المفترض أن يبدأ بهم المدرب أساسيين خصوصًا محمد مونتاري وعبد الرحمن مصطفى، اللذين شكّلا الإضافة في مباراة عمان، وغيّرا شكل العنابي في مباراة الكويت.
المشاكل الدفاعية ظهرت بطبيعة الحال خصوصًا مطلع الشوط الثاني الذي شهد ضرب المنتخب الكويتي أخشاب المرمى قبل أن يسجل هدف السبق، ليمارس العنابي ضغطًا هائلًا معززًا بمشاركة مونتاري وعبد الرحمن مصطفى، ليصنع المنتخب القطري الكثير من الفرص، بيد أن النجاعة ظلت غائبة، رغم اللغط الذي أثير حول بعض القرارات التحكيمية من الجزائري مصطفى غربال. والسؤال المطروح هو التالي: ماذا لو بدأ المنتخب القطري البطولة كما كانت عليه الصورة في الشوط الثاني من مباراة الكويت خصوصًا على مستوى خيارات التشكيل؟
والغريب في الأمر أن المباراة الأخيرة شهدت تشكيلًا متوازنًا، رغم المعرفة المسبقة بأسلوب لعب المنتخب الكويتي، والشروط المسبقة للتأهل وهي الفوز بفارق هدفين.
أرقام إحصائية للمباريات الثلاثة لمنتخب العنابي
سجل المنتخب القطري 3 أهداف فقط في المباريات الثلاثة، بمعدل متواضع لم يتجاوز الهدف الواحد في المباراة، مقارنة بالأرقام المعهودة لبطل آسيا مرتين، واستقبل أربعة أهداف بمعدل 1.3 هدف في المباراة الواحدة، فيما لم يتجاوز معدل التسديدات على المرمى 8.3.
معدل الاستحواذ كان جيدًا في المباريات الثلاثة بعدما وصل إلى 54.6 %، فيما بلغ معدل الفرص المحققة 3.1 مع نسبة تسجيل لم تتجاوز 0.8.
الغريب أن أعلى اللاعبين في معدل التقييم كان عبد الرحمن مصطفى رغم أنه لم يشارك أساسيًا بواقع 7.40، ثم يأتي أكرم عفيف بمعدل بلغ 7.20، ثم محمد مونتاري بمعدل 7.10، الذي لم يشارك أساسيًا في إشارة إلى أن هذا الثنائي كان يستحق المشاركة أساسيًا، خصوصًا في المباراة الأخيرة أمام الكويت والتي دخلها العنابي وهو بحاجة إلى الفوز بقار هدفين على الأقل من أجل ضمان التأهل.