اقترن اسم الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم إنتر ميامي بالانتقال إلى مانشستر سيتي الإنجليزي من أجل تصحيح أوضاع الفريق في النصف الثاني من موسم 2024-25.
مانشستر سيتي يمر بواحدة من أصعب فتراته في جميع البطولات هذا الموسم، حيث لم ينجح في تحقيق الفوز سوى في مباراة واحدة فقط خلال آخر 12 مواجهة في مختلف المسابقات، الفريق تكبّد 8 هزائم واكتفى بالتعادل في 3 مباريات، ما أدى إلى تراجعه إلى المركز السابع في جدول ترتيب البريميرليغ، في مفاجأة صادمة حتى لأكثر المشجعين المتشائمين.
في الواقع، هذه ليست المرة الأولى التي يرتبط فيها اسم ليونيل ميسي بالانتقال إلى مانشستر سيتي؛ فقد دخل الطرفان في مفاوضات عام 2020، لكنها لم تُكلل بالنجاح؛ وفي عام 2021، تقدّم ميسي بطلب رسمي لمغادرة برشلونة، لكنه تراجع عن قراره بسبب إصرار رئيس النادي آنذاك، جوسيب ماريا بارتوميو، على بقائه، مما حال دون إتمام هذه الخطوة.
ورغم وجود بعض العوائق التي تم الإشارة إليها سابقًا عبر منصة "winwin" التي قد تحول دون انتقال النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي إلى مانشستر سيتي، نسلط في هذا التقرير الضوء على ثلاثة أسباب رئيسية قد تُحفّز البرغوث على ارتداء قميص السيتي خلال فترة الانتقالات الشتوية لعام 2025.
عودة ليونيل ميسي إلى المستوى العالي
ليونيل ميسي يعشق التحديات الكبيرة، ومع مانشستر سيتي، سيجد نفسه في بيئة تنافسية تليق بمكانته العالمية، الفريق الإنجليزي يعتبر أحد أبرز المنافسين على دوري أبطال أوروبا كل موسم، فضلًا عن هيمنته على الكرة الإنجليزية في السنوات الأخيرة، قبل تراجعه الرهيب مؤخرًا؛ لذا يرغب النادي في العودة إلى الواجهة من جديد.
وبخبرته الكبيرة وقدراته الاستثنائية، يمكن لميسي لعب دور حاسم في إعادة مانشستر سيتي إلى المسار الصحيح، ووجوده في الفريق لن يقتصر فقط على التأثير الفني داخل الملعب، بل سيمتد أيضًا إلى تعزيز الروح القتالية، وسيمنح مانشستر سيتي دفعة قوية لإعادة بناء الثقة والعودة للمنافسة بقوة على الألقاب المحلية والقارية، مما قد يسهم في استعادة هيبة الفريق كأحد أقوى أندية أوروبا.
تجربة أجواء البريميرليغ
الدوري الإنجليزي الممتاز هو الحلم الذي راود العديد من نجوم كرة القدم على مرّ العقود، وأغلبهم وصفوه بالأمتع والأكثر تحديًا، اللعب في إنجلترا يمنح اللاعبين فرصة لاختبار أنفسهم أمام أفضل المنافسين في أجواء جماهيرية لا مثيل لها.
سيكون بانتظار النجم الأرجنتيني تحدٍّ جديد في البريميرليغ، الذي يُعتبر أكثر الدوريات تنافسية وصعوبة في العالم، ما سيُعيد إشعال رغبة ليونيل ميسي في تقديم الأفضل؛ فمباريات البريميرليغ تتسم بالسرعة، والقوة البدنية العالية، والأجواء المثيرة، ما يتيح الفرصة لنجم بحجم ميسي لاستعراض مهاراته.
نجوم مثل كريستيانو رونالدو، تييري هنري، وإيريك كانتونا، تركوا بصمتهم في البريميرليغ، وأصبحوا أيقونات عالمية بفضل الأداء الذي قدموه في هذا الدوري؛ بالنسبة لميسي، ستكون تجربة اللعب في البريميرليغ فرصة لتكملة إرثه، وإضافة فصل جديد لمسيرته الأسطورية.
والأجواء الاستثنائية التي يتميز بها الدوري الإنجليزي الممتاز، سواء من حيث الحضور الجماهيري، تجعل من اللعب فيه حلمًا يراود أي لاعب؛ وبالنسبة لليونيل ميسي، فإن البريميرليغ يُمثل تحديًا جديدًا يمنحه فرصة لإثبات قدراته في أقوى وأصعب دوريات العالم، هذا التحدي يتمثل في تبديد الانتقادات التي تعرض لها عقب انتقاله إلى الدوري الفرنسي ثم الأمريكي، بدعوى أنهما أقل تنافسية مقارنةً بالدوري الإسباني الذي تألق فيه مع برشلونة.
رد الدين لغوارديولا
بيب غوارديولا هو أكثر من مجرد مدرب للبرغوث، بل هو الرجل الذي أسهم في كتابة واحد من أعظم الفصول في تاريخ كرة القدم، خلال فترة غوارديولا مع برشلونة (2008-2012)، حقق ليونيل ميسي تحت قيادته إنجازات غير مسبوقة، بما في ذلك الفوز بدوري أبطال أوروبا مرتين، والعديد من الألقاب المحلية، فضلًا عن تسجيل أرقام فردية قياسية.
بالانتقال إلى مانشستر سيتي، سيكون لدى ميسي فرصة فريدة لإعادة كتابة التاريخ مع مدربه السابق غوارديولا الذي أظهر مرارًا أنه يعرف كيفية استخدام قدرات ميسي بأفضل طريقة ممكنة، وتشكيل منظومة حوله تحقق النجاح.
كما أن العودة للشراكة مع غوارديولا مجددًا سيمثل فرصة لميسي لرد الجميل للرجل الذي أسهم في إبرازه كأفضل لاعب في العالم.