لا يزال الحديث عن نادي دوقره وقضيته مع الاتحاد الأردني لكرة القدم يتصدر المشهد، دون معرفة ما قد يتم اتخاذه من قرارات في الفترة المقبلة، لا سيما أن حيثيات القضية وصلت إلى محكمة التحكيم الرياضية "الكاس".
وبدأت القضية أواخر العام الماضي، عندما اتهم نادي جرش نظيره دوقره بتهمة ابتزاز وعرض رشوة على أحد لاعبيه ومدربه في مباراة فاصلة في دوري الدرجة الثانية التي تحدد صعود أحد الفريقين للدرجة الأولى، وتم يومها تتويج دوقره بلقب المسابقة.
وتأخر الاتحاد الأردني عبر لجانه التأديبية والاستئناف في حسم موقفه من القضية والتي امتدت لعدة أشهر، حتى بدأ الموسم الجديد، والقضية لا تزال تراوح مكانها، وأنكر نادي دوقره يومها ما تقدم به نادي جرش، مؤكدًا أنه سيسعى لتحصيل حقوقه بعد هذه الاتهامات، ومقاضاة من أسهم في تشويه سمعة النادي.
وأصدرت اللجنة التأديبية التابعة للاتحاد الأردني في يونيو/ حزيران من العام الحالي بعد العودة إلى التسجيلات الصوتية والاستماع للشهود، قرارًا يقضي بحرمان رئيس نادي دوقره من ممارسة أي نشاط يتعلق بكرة القدم لمدة موسمين وتغريمه 10 آلاف دينار أردني، وتهبيط الفريق للدرجة الثالثة وتغريمه 15 ألف دينار أردني.
وتمت بعد ذلك إعادة مراجعة القضية إثر العودة للجنة التأديبية بعد أن ألغت لجنة الاستئناف قرارها السابق، وطالبت بضرورة التحري في الأمر بدقة، لكن اللجنة التأديبية قامت باستدعاء ممثلي الناديين، حيث قدم كل منهما ما يملكه من دفاع عن نفسه، فتم تثبيت القرار السابق.
وبناء على القرار الجديد، قام نادي دوقره بالتوجه إلى محكمة التحكيم الرياضية "كاس" في مدينة لوزان السويسرية، وتم قبول طلبه وما تضمنه من اعتراض على قرار لجان الاتحاد الأردني لكرة القدم، وخاطبت "كاس" قبل نحو شهر من الآن، الاتحاد الأردني بخطاب رسمي طالبته فيه بإيقاف أي عقوبة بحق نادي دوقره واعتماده ضمن الفرق المشاركة في دوري أندية الدرجة الأولى.
وقبل نهاية دوري الدرجة الأولى بثلاث جولات فقط، قرر الاتحاد الأردني إعادة دوقره لمصاف أندية الدرجة الأولى والسماح له بالمشاركة في الدوري وفق قرار المحكمة، لكن كيف سيكون ذلك والبطولة على وشك النهاية؟
هل تعامل الاتحاد الأردني مع قضية نادي دوقره بشكل سليم؟
قرار محكمة الكاس لم يكن قطعيًا، بكل تأكيد ولكنه أكد ضرورة عدم اتخاذ أي قرار بحق نادي دوقره إلا بعد دراسة القضية وإصدار الحكم النهائي فيها.
ووجد الاتحاد الأردني نفسه في مأزق كبير، فكيف تتم إعادة دوقره ليشارك في دوري الدرجة الأولى الذي شارف على النهاية، وكيف ستكون الآلية ومتى سيخوض مواجهاته وما موقف الفرق المشاركة من هذا القرار المفاجئ؟
وكان يفترض على الاتحاد الأردني أن يؤجل إقامة بطولة دوري الدرجة الأولى حتى لو استغرق القرار الذي سيصدر عن "كاس" وقتًا طويلا، لأن إقامة البطولة ومصير الفرق المشاركة غير واضح قد يفقدها قانونيتها.
وينتظر الاتحاد الأردني، أن يجهز نادي دوقره فريقه ويُكمل تعاقداته حتى يخوض 13 مباراة في الدوري، على أن ينتظر كل فريق من الفرق المشاركة موعد مباراته معه، وهو ما اعتبره البعض أمرًا غريبًا ويخلو من المنطق ويعطل من مسيرة البطولة.
والورطة الثانية التي تنتظر الاتحاد الأردني، هو سماحه لنادي جرش بالمشاركة في دوري الدرجة الأولى، بما أن قرار محكمة "كاس" كان واضحًا في هذا الخصوص، حيث قرر اعتماد دوقره في دوري الدرجة الأولى وليس جرش.
ولن يكون قرار إلغاء البطولة سهلاً وقد شارفت على النهاية، خاصة أن الأندية المشاركة قد أنفقت الكثير من المال لتجهيز نفسها وتكبدت نفقات عقود اللاعبين والمدربين ورواتبهم الشهرية، فمن سيعوضهم عن كل ذلك؟