سوق عيد الميلاد , مازال طالب العبد المحسن ، منفذ عملية الدهس التي وقعت في مدينة ماغدبورغ الألمانية ، قيد الحبس بانتظار محاكمته ، في وقت تتواصل فيه التحقيقات لكشف المزيد من تفاصيل الحادثة .
وبالرغم من مظهره الهادئ، فإن هذا الطبيب السعودي ذو الخمسين عاماً كان له تاريخ طويل من التهديدات والعنف .
تهديدات سابقة وأفعال عنيفة لـ منفذ حادث سوق عيد الميلاد
بينما كان العبد المحسن يقيم في مدينة شترالسوند شمال شرق ألمانيا بين عامي 2011 و2016، كان قد سجل عدداً من الحوادث المثيرة للجدل.
ففي عام 2013، وقع اشتباك بينه وبين المجلس الطبي في مدينة روستوك المجاورة ، بسبب رفض الاعتراف بمؤهلاته العلمية التي حصل عليها خارج ألمانيا .
وزير داخلية ولاية مكلنبورغ فوربومرن، كريستيان بيجل، صرح بأن العبد المحسن هدد خلال اتصال هاتفي مع المجلس الطبي بعمل “سيتذكره الناس”، في إشارة إلى تصرفات قد تجذب الانتباه الدولي، بما في ذلك تلميحه إلى تفجير ماراثون بوسطن الذي أودى بحياة ثلاثة أشخاص في ذات العام.
تهديدات لاحقة وأزمة نفسية متصاعدة
على الرغم من التحقيقات التي أجرتها الشرطة الألمانية في ذلك الوقت، والتي خلصت إلى أن العبد المحسن لا يشكل تهديداً حقيقياً بسبب عدم ظهور علامات تطرف، إلا أن تهديداته لم تتوقف.
في عام 2014، عند زيارته إلى إحدى الإدارات المحلية من أجل طلب دعم مالي ، وعندما تم رفض طلبه، هدد أحد الموظفين قائلاً إنه سينفذ “عمل يلفت الانتباه الدولي”. كما هدد بالانتحار، مما أثار القلق حول حالته النفسية. بعد تلك التهديدات، تقدم بشكوى ضد القاضي الذي أصدر حكمه ضده، وتحدث عن رغبته في الحصول على سلاح.
تجاهل التحذيرات وتنفيذ هجوم سوق عيد الميلاد
استمرت تهديدات العبد المحسن رغم تنقلاته المستمرة بين الولايات الألمانية. في عام 2023، تعرض لدعوى قضائية من قبل عضو في مجلس إدارة إحدى المنظمات، حيث صدر حكم ضده في محكمة كولونيا، لكنه تقدم باستئناف. على الرغم من التحذيرات العديدة من المملكة العربية السعودية حول تهديداته، لم يتم اتخاذ إجراءات حاسمة ضده حتى نفذ هجومه في مدينة ماغدبورغ يوم الجمعة الماضي. الحادث أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة العشرات بجروح.
ADVERTISEMENT
كانت هذه الحوادث المتتالية دليلاً على تصاعد الخطر، والذي للأسف لم يُلتفت إليه بالشكل الكافي حتى وقع الهجوم المأساوي.