عاد المهاجم الفلسطيني وسام أبو علي لتصدر المشهد من جديد، بثلاثية مذهلة قاد بها الأهلي المصري لفوز كاسح على ضيفه شباب بلوزداد الجزائري، بستة أهداف مقابل هدف وحيد، ضمن دور المجموعات من مسابقة دوري أبطال أفريقيا.
وجد العملاق الأحمر نفسه متأخرًا بهدف على أرضه وبين جماهيره، في الدقيقة (21) عبر أيمن محيوص، لكن أبو علي نجح في قلب الطاولة على الضيف الجزائري بهدفين في الدقائق (45 و51)، قبل أن يضيف الهدف الثالث له في الدقيقة (84).
الإثارة لم تقتصر على ثلاثية الفلسطيني أبو علي في المواجهة الأفريقية، بل امتدت إلى طريقة احتفاله المثيرة للجدل، والتي حازت على مكانة خاصة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وهي التي وصفها الكثيرون بمثابة إشارة لما تشهده الأراضي الفلسطينية من أحداث عدوانية في الوقت الراهن.
وسام أبو علي واحتفال حنظلة المثير للجدل
احتفل أبو علي بتقليد شخصية "حنظلة" وهي شخصية أيقونية لدى الفلسطينيين، رسمها الفنان ناجي العلي، وظهرت للمرة الأولى عام 1969 عبر إحدى الصحف الكويتية، وتمثل طفلًا يبلغ من العمر 10 أعوام.
بات حنظلة رمزًا للهوية الفلسطينية، لما يحمله من دلالات إنسانية عميقة، ورغم امتداد عمر هذه الأيقونة على مدار أكثر من (55) عامًا، ما زالت حاضرة بقوة في كافة الفعاليات الفلسطينية، حتى ارتبط اسم حنظلة بفلسطين أكثر من أي رمز آخر.
اللافت للانتباه، أنه ما من أحد يدرك حقيقة وجه حنظلة، فهو عبر جميع الرسومات قام بإدارة ظهره للمشاهد، وقيّد يديه خلف ظهره، ربما في حالة تعكس شعوره بالخذلان تجاه الجميع، لكنه في رسوم أخرى، وضع يدًا خلف ظهره ورفع إشارة النصر باليد الأخرى كما فعل وسام أبو علي.
وسام أبو علي وحكاية عشق فلسطين
كانت واحدة من الانتقادات التي لاحقت أبو علي منذ بزوغ نجمه مع الأهلي المصري، تلك التي تتعلق بأصوله الفلسطينية، حيث قال البعض من رواد منصات التواصل الاجتماعي، إن علاقة مهاجم الأهلي بفلسطين لا تتعدى "المصلحة المتبادلة" لضمان الوجود مع أحد المنتخبات الوطنية.
المهاجم الفلسطيني تجاهل هذه الانتقادات، ونجح بالرد عليها على طريقته الخاصة، وكما أبدع في هز شباك الخصوم، أبدع في إرسال رسائل خاصة تدعم بلاده خلال الوقت الراهن في ظل العدوان الوحشي الذي تعيشه، وجميعها من خلال احتفالات مختلفة أثارت انتباه الجماهير.