مرقس الثامن , تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بذكرى نياحة البابا مرقس الثامن، البطريرك الـ108 من بطاركة الكرازة المرقسية .
وقد تنيح في عام 1809م (1526 للشهداء) ، وتعد هذه المناسبة فرصة لتسليط الضوء على إسهاماته الكبيرة في الكنيسة المصرية .
ADVERTISEMENT
نشأة البابا مرقس الثامن ومسيرته الدينية
وُلد قداسته في بلدة طما التابعة لمحافظة سوهاج في صعيد مصر ، في أسرة مسيحية متدينة .
منذ صغره ، أظهر رغبة في الحياة الرهبانية، فانطلق إلى دير القديس الأنبا أنطونيوس حيث ترهب هناك .
ثم انضم إلى الدار البطريركية، حيث خدم بجانب البابا يوأنس الثامن عشر، وهو ما أكسبه الخبرة الروحية والإدارية التي أهلته لاحقًا ليصبح بطريركًا للكنيسة .
في عام 1801م، تم انتخابه بطريركًا للكنيسة القبطية الأرثوذكسية ، ليبدأ مرحلة جديدة من تاريخ الكنيسة، امتازت بالعديد من الإصلاحات.
إنجازات البابا مرقس الثامن خلال فترة باباويته
تُعتبر فترة باباوية مليئة بالإنجازات الهامة. فقد عمل على إصلاح الكنائس والأديرة ، مع تعزيز الحياة الروحية والنسكية داخل المجتمع القبطي. ومن أبرز أعماله ، كان تعيينه للأساقفة الجدد، ومنهم الأنبا مكاريوس مطران الحبشة، ليواصل بذلك دور الكنيسة في نشر الإيمان في أنحاء العالم.
علاوة على ذلك ، كان صاحب فكرة نقل الدار البطريركية إلى الكنيسة المرقسية الكبرى بالأزبكية ، حيث تم تكريسها في عام 1801م، لتكون مركزًا روحيًا هامًا للكنيسة في تلك الفترة .
يُعرف بموهبته الفائقة في تأليف المدائح الكنسية ، وقد اشتهر بجمعه لقطع عشيات آحاد كيهك ، وهي الترانيم التي ما زالت تُرتل في الكنيسة حتى يومنا هذا .
كانت هذه المدائح تُعبّر عن عمق حياته الروحية وتقواه، وهو ما جعلها جزءًا من التراث الكنسي القبطي. كما عُرف عنه نسكه الشديد واهتمامه بالروحانيات، مما جعل له مكانة كبيرة في قلوب الأقباط حتى اليوم .
تستمر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في إحياء ذكرى هذا البطريرك الكبير، الذي ترك بصمة واضحة في تاريخ الكنيسة المصرية، متمسكًا بالتقوى والنسك، وعاملاً على تطوير الحياة الروحية في الكنيسة.