حقق أرسنال انتصارًا عريضًا في ديربي لندني مصغر حل ضيفًا فيه على كريستال بالاس، وذلك عندما انتصر بقيادة مدربه مايكل أرتيتا بخمسة أهداف مقابل هدف في المباراة التي جمعت بين الفريقين على ملعب سيلهرست بارك.
ونجح فريق شمال لندن في التغلب على منافسه اللندني الجنوبي بفضل أهداف غابرييل جيسوس (هدفين) وكاي هافيرتز وغابرييل مارتينيلي وديكلان رايس في مقابل هدف واحد لأصحاب الأرض عبر إسماعيلا سار.
جريمة أرتيتا في حق فريقه
شوط المباراة الأول شهد أداءً استثنائيًا من غابرييل جيسوس كشف عوار الجريمة التي ارتكبها أرتيتا في حق فريقه. فمع تسليمنا بما قدمه المدرب الإسباني لأرسنال ونقله للفريق إلى مستوى آخر، فإن أرتيتا خذل فريقه بشكل كبير عندما لم يقم بالتعاقد مع مهاجم من العيار الثقيل قادر على ترجمة الفرص لأهداف باستمرار وعلى فرض وجوده في الملعب.
مستوى المهاجم البرازيلي اليوم هو الاستثناء، فلا تستبعد أن يختفي تمامًا في المباراة التالية بعد أدائه الممتاز مرتين أمام البالاس، لكن مستواه اليوم والأربعاء الماضي كان يُظهر كم هو مهم أن تمتلك رأس حربة يتمركز في الأماكن الخطيرة ويسجل عندما تتاح الفرصة بدلًا من الاحتياج للترقيع وانتظار أن يقوم ساكا بمبادرة فردية أو أن يكون كاي هافيرتز في مستوى تهديفي جيد.
اليوم كان جيسوس في المكان المناسب لحظة الهدف الأول، ويُظهر الهدف الثاني الفارق في التسديد بين من يلعب في الأماكن المتقدمة في الملعب ومن لا يعتاد ذلك، أما الهدف الثالث فكان فيه ينسل بين مدافعي المنافس ويضرب بالرأس في القائم لتتهادى أمام هافيرتز وهي أمور لم تكن تعتادها من عنصر واحد في الغانرز.
البالاس لا يفقهون شيئًا في التسلل
اليوم تمتع الغانرز باللعب أمام فريق لا يبدو أنه يدرك قاعدة التسلل بشكل سليم. ربما يكون هذا هو المبرر الوحيد للكوارث التي قام بها دفاع كريستال بالاس اليوم في هذا الصدد.
في أكثر من هدف سجله الغانرز كان دفاع البالاس مشتتًا غير قادر على ضبط مصيدة التسلل بينما أحد عناصره أو أكثر يقوم بتغطية كل شيء في لقطات هزلية لدفاع فريق يلعب بالبريميرليغ.
حتى بعيدًا عن التسلل، فإن التمركزات الدفاعية للفريق الجنوبي كانت سيئة جدًا، فعلى سبيل المثال كان الهدف الثالث مثالًا حيًا على التمركز السيئ لعناصره في أثناء إرسال العرضية، إذ تمتع الفريق بأفضلية عددية ورغم ذلك لم يكن هناك لاعب واحد مراقب جيدًا من لاعبي أرسنال.
أرتيتا بحاجة لعنصر مختلف في الوسط
صحيح أن كتيبة أرتيتا استحقت الفوز بجدارة، وقدمت مباراة جيدة جدًا أداءً ونتيجة، إلا أن الامتياز ربما كان ليتحقق لو كان الفريق يمتلك عنصرًا مختلفًا في خط الوسط. عنصر قادر على ضبط إيقاع الفريق وامتصاص حماس كريستال بالاس الواضح.
أرتيتا لم يتحكم في اللقاء فعلًا إلا عندما سجل هدفه الثالث، وما بين تسجيله الهدف الأول في الدقيقة السادسة وتسجيله الهدف الثالث في الدقيقة 38 لم تكن الأمور سهلة قط على الفريق، فقد كانت المباراة نديةً وكان ضغط كريستال بالاس فعالًا على دفاع ووسط الفريق لينجح في قطع أكثر من كرة في مناطق ليست ببعيدة عن مرمى الغانرز، ما وضع سار وماتيتا في مواقف هجومية جيدة مع ذلك التميز الذي كان عليه هيوز في تلك الفترة من المباراة.
مباراة جيدة للأجنحة في فريق أرتيتا
واحدة من مشاكل أرسنال بقيادة أرتيتا هي افتقاده لأجنحة مميزة غير ساكا. اليوم أصيب الجناح الدولي الإنجليزي لكن الفريق لم يتأثر بشكل فارق بل كان غابرييل مارتينلي يصنع هدفًا من الجانب الأيمن بعد خروج ساكا بدقائق وهو أمر إيجابي جدًا.
نفس الأمر بخصوص تروسارد الذي اشترك عقب إصابة ساكا ليقدم أداءً جيدًا. صحيح أن تلك المستويات لا تنفي حاجة الفريق الملحة إلى جناح قوي على الجانب الأيسر، إلا أنه أمر إيجابي للفريق أن يقدم مارتينيلي وتروسارد مستوى جيدًا بعد إصابة ساكا، خاصة لو طالت تلك الإصابة لعدة مباريات.