رغم بلوغها نهائيات كأس العالم ست مرات، وتتويجه بلقب القارة الآسيوية في ثلاث مناسبات، إلا أن السعودية لم تنجح في عكس هذا التفوق القاري والمونديالي على أقرانها في بطولة كأس الخليج العربي قط، بل إن الحديث عن ثلاثة ألقاب فقط آخرها يعود إلى العام 2004 يبدو أشبه برواية لا يمكن تصديقها.
وعلى مر 24 بطولة شارك فيها الأخضر السعودي (غاب عن نسخة الكويت 1990)، تناوب على الجهاز الفني له في منافسات كأس الخليج 21 مدربًا، أبرزهم المجري بوشكاش والبرازيلي ماريو زاغالو، والهولندي فرانك رايكارد، ومواطنه جيرارد فاندرليم، والأرجنتيني كالديرون والألماني فيستر، وبالرغم من ذلك فقد بقي اللقب عصيًّا إلا في ثلاث مناسبات، بينما شكل مركز الوصافة عقدة من خلال احتلال المنتخب السعودي للمركز الثاني سبع مرات، من بينها أربع مرات بعد تغيير نظام البطولة.
تاريخ السعودية في كأس الخليج
كانت السعودية إحدى أربعة منتخبات قصت شريط بطولات كأس الخليج من خلال النسخة الأولى التي أقيمت في البحرين عام 1970، وفيها حل الأخضر في المركز الثالث بخسارة من الكويت وتعادلين مع البحرين وقطر..
ولعب انسحاب البحرين في الدقيقة 60 من عمر مباراتها الأخيرة أمام السعودية، عندما كانت النتيجة تشير إلى تقدم الأخضر بهدفين لهدف في النسخة الثانية التي استضافتها المملكة، دورًا في منح لقب للكويت بفارق الأهداف.
وحلت السعودية وصيفة أيضًا في النسخة الثالثة التي أقيمت في الكويت 1974، بعد أن خسرت أمام البلد المضيف في المباراة النهائية بأربعة أهداف نظيفة. قبل أن يقرر الاتحاد السعودي لكرة القدم المشاركة بالمنتخب الرديف في النسخة الرابعة 1976 والتي شهدت تكبد الأخضر لأقسى خسارة له في بطولات الخليج أمام العراق بسباعية نظيفة.
زعامة آسيوية وإخفاق خليجي
عرفت السعودية جيلًا ذهبيًّا في عقد الثمانينات من القرن الماضي، سمح لها بأن تتوج بلقب كأس آسيا في مناسبتين، لكن هذا الجيل فشل في احتلال ما أهو أفضل من المركز الثالث في ثلاثة من البطولات الأربع التي أقيمت في تلك الحقبة، بما فيها النسخة التاسعة التي استضافتها المملكة في العام 1988 على ملعب الملك فهد الدولي.
وبعد الانسحاب من نسخة 1990 بسبب خلاف على الشعار الذي اختارته اللجنة المنظمة للبطولة في الكويت آنذاك، عادت السعودية لتحتل المركز الثالث في نسخة (الدوحة 1992)، والتي شهدت كسر الهيمنة الكويتية–العراقية على الألقاب من خلال منتخب قطر.
لقب أول بعد 24 عامًا
العام 1994 كان عام الإنجازات بالنسبة للكرة السعودية، فبعد أن بلغت نهائيات كأس العالم في الولايات المتحدة والتي شهدت تأهل الأخضر إلى الدور الثاني، كثاني منتخب عربي يفعلها بعد المغرب 1986، نجحت السعودية في تحقيق أول ألقابها في كؤوس الخليج، من خلال النسخة التي أقيمت في الإمارات، بعد أن جمعت تسع نقاط من أربع انتصارات على كل من عمان والكويت وقطر والبحرين، وتعادلها مع منتخب البلد المضيف مع المدرب السعودي محمد الخراشي.
وفي تلك النسخة استطاع النجم السعودي السابق فؤاد أنور تحقيق لقب هدّاف "خليجي 12"، رفقة القطري محمد صوفي برصيد 4 أهداف لكل منهما.
لكن الأخضر فقد لقبه في النسخة التالية مع البدء بعملية التجديد في التشكيلة المونديالية، وحل وصيفًا في البحرين 1998 رغم أنه دخلها كمرشح أول للفوز، علمًا أنه كان بحاجة للفوز بأي نتيجة في مباراته الأخيرة مع قطر ليتوج باللقب، لكن التعادل السلبي أهدى الكويت لقبها التاسع بفارق نقطة، رغم أن السعودية كانت قد غلبت الكويت في الجولة الافتتاحية بهدفين لهدف.
لقبان في آخر نسختين بالنظام القديم
انتظرت الجماهير السعودية حتى عام 2002، عندما استضافت بلادهم (خليجي 15)، كي يُحقق نجومهم لقب البطولة الثانية في تاريخهم، في النسخة التي أقيمت قبل مونديال كوريا الجنوبية واليابان بستة أشهر.
وخطف الأخضر الكأس بعد أن جمع 13 نقطة من أصل 15 ممكنة.. اللقب جاء بعد أن قلبت السعودية بقيادة مدربها ناصر الجوهر تأخرها أمام قطر في المباراة الختامية بهدف إلى فوز بثلاثة أهداف، في آخر 12 دقيقة عن طريق عبد الله الجمعان وصالح المحمدي وطلال المشعل، أمام حشد جماهيري غفير في ملعب الملك فهد الدولي.
وعادت السعودية بقيادة الهولندي فاندرليم لتحافظ على لقبها في النسخة التالية التي أقيمت في الكويت، بعد أن حصدت 14 نقطة من أربعة انتصارات وتعادلين بفارق نقطة واحدة عن منتخب البحرين، وليختم الأخضر السعودي بالشمع الأحمر على لقب بطولة كأس الخليج بنظامها القديم، علمًا أنه كان آخر منتخب ينجح في المحافظة على لقبه في البطولة حتى يومنا هذا.
عقدة الوصافة
بعد تتويجه باللقب للمرة الثالثة في العام 2004، عانى الأخضر السعودي من عقدة مركز الوصافة، بعد أن بلغ المباراة النهائية أربع مرات في النسخ السبع الأخيرة، حيث خسر أمام عمان بركلات الترجيح في مسقط 2009، لينال المنتخب العماني لقبه الأول على الرغم من أن المنتخب السعودي لم يتلق أي هدف في البطولة، ومن ثم أمام الكويت بهدف في نسخة (اليمن 2010)، على الرغم من أن الخضر لعب بتشكيلة رديفة للمرة الثانية في كؤوس الخليج، وذلك بسبب قصر المدة الزمنية التي تفصل البطولة عن كأس آسيا في الدوحة، والتي اقتصرت على شهر واحد.
وتكرر المشهد في خليجي 22 في الرياض، بعدما خسر المنتخب السعودي أمام نظيره القطري (1-2)، رغم تقدمه بهدف سعود كريري في الدقيقة 16، قبل أن يخسر مجددًا في نسخة (الدوحة 2019) بهدف أمام البحرين التي نالت لقبها الأول في كؤوس الخليج.
وبتشكيلة رديفة أيضًا فشل في تجاوز الدور الأول بقيادة سعد الشهري في النسخة الأخيرة في البصرة، التي أقيمت بعد نحو شهر ونصف من بطولة كأس العالم في قطر 2022.
من يكون مدرب المنتخب السعودي في خليجي 26؟
يعد الفرنسي هيرفي رينار أحد أهم وأشهر المدربين الذين سيكونون في خليجي 26، بالنظر إلى سيرته الذاتية التي تتضمن الفوز بكأس أمم أفريقيا مع زامبيا 2015 ومع كوت ديفوار 2019، ليكون أول مدرب يحرز اللقب مع منتخبين مختلفين، كما أنه قاد منتخب المغرب في كأس العالم 2018، ومنتخب السعودية في كأس العالم 2022، ومنتخب بلاده فرنسا (للسيدات) في كأس العالم 2023.
اقرأ المزيد
بعد عودته إلى تدريب الأخضر السعودي، أشار رينار إلى أنه عاد لاستكمال مهمة لم تنجز وهي إحراز الألقاب معه، ورغم أن بدايته في التصفيات المونديالية لم تحمل الكثير من التفاؤل، بعد الخسارة من إندونيسيا والتي سبقها تعادل مع أستراليا في ملبورن، إلا أن الكثيرين يرون أن رينار سيكون قادرًا على تخطي كل مشاكل الكرة السعودية مؤخرًا، وقيادة الأخضر إلى منصة التتويج للمرة الرابعة.
بالأرقام.. تاريخ مشاركات الأخضر في كأس الخليج
- شاركت السعودية في 24 نسخة من بطولات الخليج ولم تغب إلا في نسخة الكويت 1990.
- لعب المنتخب السعودي 112 مباراة، فاز بـ57 منها وتعادل في 25 وخسر في 30 مباراة، سجل 166 هدفًا واهتزت شباكه 106 مرة.
- أبرز إنجازات الأخضر الفوز باللقب ثلاث مرات أعوام 1994 و2002 و2004، وهو ما يزال حتى يومنا هذا آخر منتخب تمكن من الاحتفاظ بلقبه في البطولة.
- أعلى انتصار للمنتخب السعودي كان على حساب قطر في خليجي 1979 بنتيجة (7-0)، أما أقسى خساراته فكانت أمام العراق بسبعة أهداف لهدف في النسخة الرابعة بالدوحة 1976، والتي أرسل فيها الأخضر تشكيلته الرديفة.
