في الصميم: وعادت إلينا سورية الجريحة - غاية التعليمية

غاية التعليمية يكتُب.. إذا أردت تدمير أمة فما عليك إلا أن تنصِّب عليها حكاماً من حثالاتها، ولمّا كانوا من سقطها فما أسرع أن يحوِّلوا بلدهم إلى مرتع للفساد والظلم والجهل، بإلهاء شعوبهم بالخزعبلات، والغيبيات، والعطلات الدينية، وكثرة الجدل العقيم.

اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.

هذا هو الحاصل الآن في عدة دول عربية، كان لها «شنة ورنة»، فتحوَّلت من دول قوية وفاعلة ومؤثرة دولياً إلى بلاد ضعيفة فاشلة هامشية، بل تابعة لأمم عدوة لها. هذا ما حصل تحديداً في العراق وسورية ولبنان واليمن، ظلم، وتعذيب وحشي، وتصفيات عرقية وطائفية لا يمكن حتى تخيلها.

سقوط حُكم عائلة الأسد كشف عن وحشية لا مثيل لها، فقد قَتَلوا مئات الآلاف، وشرَّدوا ملايين البشر من ديارهم، وجعلوا من سورية مرتعاً للفساد. ومن أجل الحفاظ على حُكمها الهش سلَّموا مصيرها إلى أمم همّها الوحيد خدمة مصالحها، فروسيا حصلت على قواعد جوية وموانئ على البحر الأبيض المتوسط ما كانت لتحلم بها، وتركيا سيطرت على شريط حدودي وعلى قواعد لفصائل تدين بالولاء لها من أجل محاربة الأكراد، وأميركا حصلت على قواعد وسيطرت على حقول نفطية.

أما إيران، وما أدراك ما إيران، فكانت المهيمن الحقيقي على معظم التراب السوري، بهيمنتها على الحُكم السوري، فجعلت من بلاد الأمويين ساحة لتصفية ثاراتها التاريخية، فاستجلبت عصابات وميليشيات طائفية مسلحة من كل حدب وصوب، وسلَّمتهم مصير الشعب السوري، ليرتكبوا بحقه جرائم وحشية كشفتها المقابر والسجون وشهود عيان من المعذبين والناجين من طغيانهم، وفضحتهم اللقطات الموثقة لجرائمهم.

هذا ما حصل في سورية بعد أن تكشَّفت جرائم بشار وحافظ، وهذا ما ستكشفه الأيام القليلة القادمة، إن شاء الله، في العراق واليمن ولبنان، فموقع ويكيلكس بدأ بكشف ما فعله نوري المالكي وغيره من مسؤولين من جرائم إلى العلن، وبيَّن دورهم الخياني الإجرامي بتسليمهم أسماء العلماء والطيارين العسكريين لتقوم باغتيالهم فرق إعدام من إسرائيل وإيران، وما قاموا به، ولا يزالون، من تعذيب وقتل، وهذا ما أكده حقوقيون وخبراء بالقانون الدولي أن ما كشفته وثائق موقع ويكيلكس من حقائق ووقائع كفيلة بإحالة المسؤولين العراقيين إلى المحاكم، وفي مقدمتهم نوري المالكي.

***

كان مثيراً للسخرية طلبات محمد شياع السوداني وشروطه تجاه الحكم الجديد في سورية، فهو يطالب بسلمية هذا الحُكم، وامتناعه عن القيام بأعمال إرهابية ضد جيرانه، ناسياً أن الحشود الشعبية الموالية رسمياً لإيران في بلده هي مَنْ قامت بالأعمال الإرهابية ضد السوريين وضد غيرهم. كان عليه أن يُصلح حال بلده ويحرره من التدخل الخارجي قبل أن يطالب غيره بذلك.

***

تصريحات حاكمي سورية اليوم تبشِّر بعودتها إلى حضنها العربي، لكننا نتمنى عليهم أن يأخذوا مساراً ومنحى مختلفاً عمَّا نراه الآن، فالوجوه والسحنات الحاكمة به لا تبشِّر بسورية جديدة منفتحة ومتفتحة، فهناك تصرفات متزمتة تجاه الغير ليس لها أي مسوغ، وستؤدي حتماً إلى التردد في علاج جراحاتها.