لعل الإمارات تدين لكأس الخليج بالتطور الذي عرفته كرتها عبر التاريخ، وبالكثير من النجوم الذين تألقوا في ملاعبها، بيد أن نتائج "الأبيض" في كؤوس الخليج لم تتناسب يومًا مع حجم هذا التطور الذي عرفته، حيث اكتفى المنتخب الإماراتي بالصعود إلى منصة التتويج في مناسبتين فقط، وذلك بعد تحوّل نظام البطولة من دوري من مرحلة واحدة إلى مجموعتين وأدوار إقصائية، بينما حضر في مركز الوصافة في أربع مناسبات.
تاريخ الإمارات في كأس الخليج
رحلة المنتخب الإماراتي في بطولات كأس الخليج بدأت من النسخة الثانية التي أقيمت عام 1972 وذلك بعد ثلاثة أشهر فقط من إعلان توحيد الإمارات السبعة الاتحاد تحت راية دولة واحدة. وحملت بطولة (خليجي 2) حدثًا تاريخيًا للمنتخب الإماراتي بعد أن خاض أول مباراة رسمية له وكانت في الافتتاح أمام قطر وانتهت بفوزه بهدف وحيد لسهيل سالم الذي بات صاحب أول هدف للأبيض عبر التاريخ.. ورغم تذوق الأبيض الإماراتي الهزيمة في المباريات الثلاثة التالية أمام السعودية (0-4) والكويت (0-7) والبحرين (0-2)، تسبب انسحاب البحرين في إلغاء نتائجها وجعل الأبيض يحل ثالثًا.
لم تعرف الإمارات طعم الانتصار سوى في مناسبتين خلال مشاركاتها الثلاثة التالية، لكن مع أول استضافة للبطولة في العام 1982 تمكن منتخب الإمارات من تحقيق ثلاثة انتصارات على كل من قطر (6-0) والسعودية (2-0) وعمان (3-1)؛ لكنها خسرت أمام الكويت والبحرين، لتحتل المركز الثالث بعد شطب نتائج العراق لانسحابه.
الوصافة مرتين رغم الجيل المونديالي
حقبة الثمانينيات كانت مميزة للأبيض الإماراتي وبدأت من نسخة العام 1984 حين حقق الأبيض فوزه الأول في بطولات الخليج على الكويت بهدفين دون رد، قبل أن يحقق الوصافة مرتين عامي 1986 و1988 خلف كل من الكويت والعراق.
وبينما انتظر كثيرون أن يأتي اللقب الأول في نسخة (خليجي 10) في العام 1990 والتي شهدت مشاركة (الأبيض) بتشكيلته المونديالية التي تأهلت إلى كأس العالم في إيطاليا، خيّب المنتخب الإماراتي الآمال باحتلاله المركز الأخير بتعادلين وخسارتين.
استضافت الإمارات كأس الخليج للمرة الثانية في تاريخها ونجحت في تفادي أي هزيمة في البطولة للمرة الأولى في تاريخها؛ لكنها خسرت السباق نحو منصة التتويج لصالح السعودية بفارق نقطة واحدة، علمًا أن كلا المنتخبين لم يعرف طعم الخسارة في البطولة في واقعة نادرة لم يعرف فيها البطل والوصيف الخسارة.
ميتسو يحل شفرة اللقب الخليجي
انتظرت الإمارات 35 عامًا بعد مشاركتها الأولى في كأس الخليج، لتتوج بلقبها الأول في البطولة التي استضافتها للمرة الثالثة عام 2007 والتي حققت فيها أفضل النتائج بعد أن فازت على عمان في المباراة النهائية بهدف دون رد، تحت قيادة المدرب الفرنسي الراحل برونو ميتسو، لترد الدين للمنتخب العماني الذي كان قد فاز افتتاحًا بنتيجة (2-1) في المباراة الافتتاحية، ولتكسر النحس الذي رافقها في 17 نسخة سابقة.
وقدّم المنتخب الإماراتي نسخة استثنائية في العام 2013 عندما حقق للمرة الأولى والوحيدة خمسة انتصارات متتالية لم يفقد فيها أي نقطة، ليظفر بلقبه الثاني وذلك بقيادة المدرب الوطني مهدي علي وجيل مميز من اللاعبين نال لاحقًا جائزة أفضل لاعب في آسيا، وهما أحمد خليل (2015) وعمر عبد الرحمن (عموري) في العام 2016 إضافة إلى علي مبخوت هداف كأس آسيا لعام 2015.
عقد من النتائج المخيبة وحدث تاريخي في خليجي 23
لكن مشاركات الإمارات التالية في النسخ الأربعة التي تلت تتويجها باللقب للمرة الثانية في تاريخها، لم تحمل بشرى الألقاب، بل إن (الأبيض) لم يحقق الفوز سوى في أربع مباريات من أصل 16 مباراة لعبها، علماً أنه ودّع المنافسات من دور المجموعات في آخر نسختين، وكانت مشاركته الأخيرة في (العراق 2023) هي الأسوأ بعدما اكتفى بتعادل واحد وخسارتين لتكون تلك المرة الأولى التي يفشل فيها منذ العام 2004 في تحقيق ولو انتصار واحد في البطولة، ولتتوقف الحصيلة الإجمالية لـ24 مشاركة عند لقبين ومركز الوصافة في أربع مناسبات كان آخرها في نسخة (خليجي 23) التي شهدت حدثاً غريباً تمثل بتسجيل المنتخب الإماراتي هدفًا وحيدًا فاز به على عمان افتتاحًا، سجله علي مبخوت من ركلة جزاء، قبل أن يتعادل في مبارياته الأربعة التالية بنتيجة سلبية ويخسر المباراة النهائية أمام عمان بركلات الترجيح.
من يكون مدرب المنتخب الإماراتي في خليجي 26؟
سيقود منتخب الإمارات في خليجي 26 المدرب البرتغالي باولو بينتو الذي يشرف على تدريب "الأبيض" منذ سبتمبر 2023.. بينتو الذي كان لاعبًا في صفوف فريقي العاصمة لشبونة (بنفيكا وسبورتينغ) وشارك مع منتخب بلاده في يورو 2000 وكأس العالم 2002، تحوّل إلى عالم التدريب بعد اعتزاله في العام 2005 حيث تسلم تدريب فريق سبورتينغ، قبل أن يدرب منتخب البرتغال في مونديال 2010، ليعود مجددًا لتدريب أولمبياكوس اليوناني ويحقق معه لقب بطولة الدوري وبعد تجربة قصيرة في الدوري الصيني، تحوّل لتدريب منتخب كوريا الجنوبية فقاده إلى نهائيات كأس آسيا 2019 وكأس العالم 2022.
كما أن سجله مع المنتخب الإماراتي يشير حتى الآن إلى 13 انتصارًا في 21 مباراة، فيما توقفت مسيرته معه في كأس آسيا 2023 عند حدود الدور ثمن النهائي، ويبلي (الأبيض) بلاء حسنًا حتى الآن في تصفيات كأس العالم 2026 باحتلال المركز الثالث بعشر نقاط من ست مباريات أي أقل بنقطتين فقط مما حصده المنتخب الإماراتي في كامل تصفيات النسخة الماضية لكأس العالم قطر 2022.
بالأرقام.. تاريخ مشاركات الإمارات في كأس الخليج
- شارك المنتخب الإماراتي في 24 نسخة سابقة من البطولة، ولم يغب إلا عن النسخة الأولى.
- لعب المنتخب الإماراتي 114 مباراة، فاز بـ41 منها، وتعادل في 29، وخسر في 41 مباراة، بسجلٍ يصل إلى 119 هدفًا، واهتزت شباكه 139 مرة.
- أبرز إنجازات الأبيض الفوز باللقب مرتين عامي 2007 و2013.
- أعلى انتصار للمنتخب الإماراتي كان بنتيجة أربعة أهداف دون رد وقد تحقق في مناسبتين؛ الأولى في النسخة الثالثة من دورة كأس الخليج على حساب البحرين، أمّا الثانية فكانت في (خليجي 5) على حساب منتخب عمان.