يبدو أن مسلسل الصراع بين المدربَين غوارديولا ومورينيو ما زال مستمرًا؛ حيث خاض الرجلان جولة جديدة من "حرب التصريحات" هذا الأسبوع، بالتزامن مع نتائج الإسباني المترنحة مع ناديه مانشستر سيتي.
وعاد صراع "غوارديولا ومورينيو" ليطفو على سطح كرة القدم، خلال خسارة السيتي (0-2) أمام ليفربول، في الأول من ديسمبر/ كانون الأول الجاري، ضمن منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز "بريميرليغ".
في هذه المباراة، تعرض غوارديولا لهتافات "مستفزة" مِن جماهير ليفربول؛ حيث قال بعض مشجعي "الريدز" إن المدرب الإسباني سيُقال صباحًا، وهنا تدخل بيب مُشيرًا بأصابعه إلى الرقم 6، في إشارة إلى عدد ألقاب البريميرليغ التي قاد مانشستر سيتي للتتويج بها.
وأعادت إشارة غوارديولا إلى الأذهان ما قام به مورينيو قبل أعوام، حينما أشار بأصابعه إلى الرقم 3، خلال أحد المؤتمرات الصحفية، في إشارة إلى تتويجه بلقب البريميرليغ 3 مرات.
وفي رده على سؤال بخصوص إمكانية تعرضه للإقالة من تدريب مانشستر سيتي، على غرار ما حدث لمورينيو سابقًا (في تشيلسي ومانشستر يونايتد وتوتنهام هوتسبير)، قال المدرب الإسباني: "آمل ألا يحدث ذلك، هو فاز بالدوري 3 مرات وأنا تُوجت بـ6 ألقاب، لكننا متشابهان في الظروف".
ولم يتوقع غوارديولا أن تعيد هذه الكلمات المقتضبة نار الصراع مع مورينيو، لكن ذلك ما حدث؛ حيث سارع المدرب البرتغالي بالقول إنه بالفعل تُوج بلقب البريميرليغ 3 مرات، مقابل 6 لغوارديولا، لكنه فعل ذلك بـ"عدالة ونزاهة"، قبل أن يردف: "أنا لا أريد الفوز عبر التعامل مع 150 قضية أمام المحكمة"، في إشارة واضحة إلى التهم الموجهة إلى مانشستر سيتي بخرق قواعد اللعب المالي النظيف، وعددها 115 اتهامًا.
وانتظر عالم كرة القدم ما سيقوله غوارديولا ردًا على مورينيو، وبالفعل تحدث المدرب الإسباني، لكنه تحلى بالحكمة؛ حيث قال: " أود أن أقول لجوزيه مورينيو إننا أبرياء حتى تثبت إدانتنا. إذا أسأت إليه في أي وقت، فأنا آسف للغاية، لكن الأمر كان مجرد مزحة".
ومن المُتوقع أن تمثل تصريحات غوارديولا السطر الأخير في فصل جديد من الصراع بين المدربَين الأكثر شهرة في الألفية الجديدة، لكن الفصل نفسه قد لا يكون الأخير.
غوارديولا ومورينيو.. عداوة بعد صداقة
خلال الفترة بين 1996 و2000، عمل مورينيو مترجمًا ومدربًا مساعدًا في الجهاز الفني لبرشلونة؛ حيث كان غوارديولا لاعبًا مهمًا بتشكيلة الفريق الكتالوني.
وأسفر ذلك عن وجود علاقة عمل بين الاثنين، تطورت وفقًا لمراقبين إلى حد الصداقة، التي تحولت لاحقًا إلى عداوة وتنافس قل نظيره في عالم كرة القدم، بعدما أصبح غوارديولا ومورينيو مديرَين فنيَين، وتحديدًا منذ تواجها للمرة الأولى في موسم 2009-10.
حينها، كان مورينيو مديرًا فنيًا لإنتر ميلان الإيطالي، فيما كان غوارديولا يخوض موسمه الثاني على رأس الجهاز الفني لبرشلونة، وقد تقابل الناديان في دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا، قبل أن يتكرر الصراع في نصف نهائي البطولة القارية.
في نصف النهائي، انتهت مباراة الذهاب بفوز إنتر 3-1، قبل أن يخسر إيابًا في برشلونة 0-1، ليحسم تأهله إلى المباراة النهائية، في إنجاز احتفل به مورينيو "راكضًا" على أرضية ملعب البارسا "كامب نو".
لم تسفر هذه المواجهات عن تصريحات "نارية" من الطرفين، لكنها مهّدت لحقبة الصراع الأقوى بين الرجلين؛ حيث تولى مورينيو تدريب ريال مدريد، عقب قيادته إنتر للتتويج بدوري الأبطال 2010، وهنا أصبح "الرجل الخاص" منافسًا لغوارديولا "محليًا وقاريًا".
خلال موسمَي 2010-11 و2011-12، تواجه غوارديولا ومورينيو في الكثير من المباريات، وقد أسفرت وتيرة المنافسة المحتدمة بين الرجلين عن سيول من التصريحات النارية، خاصةً من المدرب البرتغالي.
يبرز من هذه التصريحات، قول مورينيو إن غوارديولا من نوع المدربين الذين ينتقدون التحكيم في حالة اتخاذ القرارات الصحيحة، وقد رد بيب قائلًا إن البرتغالي مدرب يفوز "خارج الملعب".
وأضاف غوارديولا: "أريد فقط تذكيره بأننا كنا زميلين في برشلونة طوال 4 أعوام، لذا لا أريد الصراع ضده في هذه الحلبة، ولو لثانية واحدة.. فلِنَقل إنها كانت 4 أعوام جمعت بين زميلَي عمل، ولسنا صديقين".
ما بعد ريال مدريد وبرشلونة
وتواصل الصراع بين غوارديولا ومورينيو في إسبانيا، حتى رحل بيب عن تدريب برشلونة في 2012، فيما غادر جوزيه مقعد المدير الفني للريال في 2013، ليعود إلى إنجلترا من بوابة تشيلسي، وحينها أصبح بيب مدربًا لبايرن ميونخ.
وللمفارقة، التقى المدربان مرة أخرى "وجهًا لوجه" في بداية موسم 2013-14؛ حيث تقابل بايرن ميونخ مع تشيلسي في مباراة كأس السوبر الأوروبي؛ وفاز "البافاري" بركلات الترجيح.
واستمر غوارديولا 3 أعوام على رأس الجهاز الفني لبايرن ميونخ، قبل أن يتولى منصب المدير الفني لمانشستر سيتي بدايةً من صيف 2016. وفي إنجلترا، تجدد الصراع بين "الرجل الخاص" و"العبقري".
بدأ مورينيو موسم 2016-17 مدربًا لمانشستر يونايتد، وكان ذلك يعني أن "ديربي مانشستر" سيمثل مسرح التنافس الجديد بين الرجلين، وقد استمر الوضع حتى أُقيل جوزيه من قلعة "الشياطين الحُمر" في ديسمبر 2018.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، عاد مورينيو للعمل بعد توقف دام 13 شهرًا؛ حيث أصبح البرتغالي مديرًا فنيًا لتوتنهام هوتسبير، ليكتب فصلًا جديدًا من المواجهات ضد خصمه اللدود، قبل أن يُقال مُجددًا في أبريل/ نيسان 2021.
وبعدما كانت مواجهة إنتر وبرشلونة في دوري الأبطال 2009-10 الأولى بين المدربَين؛ حيث تعادلا سلبيًا ضمن مرحلة المجموعات يوم 16 سبتمبر/ أيلول 2009، أصبحت مباراة مانشستر سيتي وتوتنهام (3-0) في 13 فبراير/ شباط 2021، برسم الجولة الـ24 من البريميرليغ 2020-21، الأخيرة بين غوارديولا ومورينيو حتى الآن.
وإحصائيًا، التقى غوارديولا ومورينيو وجهًا لوجه في مجال التدريب بـ25 مباراة؛ حيث حقق الإسباني 12 فوزًا، مقابل 7 انتصارات للبرتغالي، و6 تعادلات.
ويُعد مورينيو ثاني أكثر مدرب واجهه غوارديولا في مسيرته، بالتساوي مع الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو، وخلف الألماني يورغن كلوب (30).
أما غوارديولا، فيُعد أكثر مدرب اصطدم به مورينيو خلال مسيرته المهنية، التي لا تزال ممتدة حتى يومنا هذا، في فنربخشة التركي.
أخيرًا على مستوى الألقاب، يمكن القول إن تفوق غوارديولا واضح للغاية؛ حيث تمكن بيب من قيادة أنديته للتتويج بـ39 لقبًا، مقابل 26 بطولة حصل عليها مورينيو.
ألقاب بيب غوارديولا
14 لقبًا مع برشلونة، 7 ألقاب مع بايرن ميونخ، 18 لقبًا مع مانشستر سيتي.
ألقاب جوزيه مورينيو
6 ألقاب مع بورتو، 8 ألقاب مع تشيلسي، 5 ألقاب مع إنتر ميلان، 3 ألقاب مع ريال مدريد، 3 ألقاب مع مانشستر يونايتد، لقب واحد مع روما.