عيادة التكيس الكلوي في «مبارك» نموذج متميز للطب الدقيق - غاية التعليمية

تعد عيادة مرض التكيس الكلوي في مستشفى مبارك مبادرة متقدمة في الرعاية الصحية المتخصصة بالكويت، حيث تجمع بين مختلف التخصصات الطبية لتقديم رعاية شاملة ومتكاملة للمرضى المصابين بالتكيس الكلوي، ويضم فريق العيادة نخبة من المختصين في أمراض الكلى، الصيدلة الإكلينيكية، والأشعة، والوراثة، مما يضمن تقديم خطط علاجية مصممة خصوصاً لتلبية احتياجات كل مريض على حدة.

أحد الإنجازات البارزة للعيادة هو تبني نهج الطب الدقيق، الذي يعتمد على الفهم العميق للتركيب الجيني للمريض لتخصيص العلاج بشكل أكثر فعالية، يتمثل هذا النهج بوضوح في استخدام دواء التولفابتان (Tolvaptan)، وهو العلاج الوحيد المعتمد دوليًا لتقليل تطور مرض التكيس الكلوي، ويتم وصفه حصريًا للمرضى الذين يحملون طفرات جينية محددة تجعلهم أكثر عرضة لتدهور وظائف الكلى بسرعة، خصوصا مع شح إمدادات الدواء.

من الأدوار المهمة التي تؤديها العيادة تقديم الاستشارات والفحوص الجينية للأسر التي ترغب في التبرع بالكلى لأحد أفرادها المصابين بمرض التكيس الكلوي، ففي العائلات الحاملة للمرض، قد يكون المتبرعون المحتملون، خاصةً إذا كانوا صغار السن، عرضةً لحمل الطفرات الجينية التي تسبب المرض، لذا، يتم إجراء فحص جيني دقيق للمتبرعين المحتملين قبل المضي في عملية التبرع، ويساعد هذا الفحص في تحديد ما إذا كان المتبرع يحمل الطفرة الجينية المرتبطة بالمرض، مما يضمن اتخاذ قرارات مدروسة وآمنة.

وإذا أظهرت النتائج أن المتبرع الصغير في السن معرض للإصابة بالمرض في المستقبل، يتم توجيه العائلة لإيجاد بدائل أخرى للتبرع، حرصًا على سلامة المتبرع وتجنب وقوع أي مضاعفات محتملة مستقبلاً، كما تقدم العيادة استشارات جينية للأسر التي تخطط للإنجاب، حيث يتم الاستفادة من تقنيات الفحص الجيني قبل الإخصاب (PGD) لتقليل احتمالية انتقال الطفرات الجينية إلى الأجيال القادمة... هذا الإجراء يوفر للأسر خيارات أوسع ويتيح لهم التخطيط لمستقبل صحي أفضل لأطفالهم ويمكن إجراؤه من المركز المختص في وزارة الصحة.

تمثل عيادة مرض التكيس الكلوي في مستشفى مبارك علامة فارقة في تقديم الرعاية الصحية المتقدمة في الكويت، وبدمج الطب الدقيق مع الاستشارات الجينية المتخصصة، تساعد العيادة المرضى وأسرهم في اتخاذ قرارات واعية ومدروسة تعزز من جودة حياتهم، وإن التركيز على تخصيص العلاج، مثل دواء التولفابتان، وتقديم الفحوص الجينية للتبرع بالكلى أو التخطيط الأسري، يعكس التزام العيادة برؤية شمولية تضع احتياجات المريض في صميم اهتمامها، ومن خلال هذا النهج المبتكر، تقدم العيادة نموذجًا يحتذى به في تعزيز الطب الشخصي ورعاية المرضى بشكل يضمن لهم مستقبلا أفضل.